مرض الإيدز ، وسائل العلاج والتعايش
مرض الإيدز أو متلازمة العوز المناعي المكتسب يحدث نتيجة العدوى بفيروس العوز المناعي البشري، ومن أشهر طرق انتشاره الاتصال الجنسي غير المحمي مع الشخص المصاب.
عندما تحدث العدوى بفيروس الإيدز، يدمر الفيروس نوعاً من الخلايا المناعية المسؤولة عن مكافحة العدوى ومقاومة الإصابة بالأمراض، وبالتالي يصبح الجسم أكثر عرضة للإصابة بأنواع نادرة و خطيرة من البكتيريا والفيروسات.
طرق انتقال العدوى:
وكما ذكرنا أشهر الطرق لانتقال العدوى، إلا أنه قد ينتقل أيضاً عن طريق:
- عمليات نقل الدم: وذلك في حالة ما لم يتم فحص الدم لاكتشاف مضادات فيروس نقص المناعة البشرية، لذلك عند الاضطرار لنقل الدم، لابد أن يكون من المصادر الموثوقة وفي المستشفيات الرسمية.
- عن طريق مشاركة أدوات الحَقن : لم يعد يخفى على أي أحد خطورة مشاركة أدوات الحقن، وتتجلى هذه الخطورة واضحة عندما تعلم بأنها قد تكون سبباً في نقل فيروس العوز المناعي بشكل خاص والعدوى بشكل عام.
- في أثناء الحمل أو الولادة أو خلال الرضاعة الطبيعية: يمكن أن تنقل الأمهات المصابة الفيروس إلى أطفالهن. ولكن تلقي الأم للعلاج قد يقلل من خطر انتقاله إلى أطفالها.
من المفاهيم الخاطئة لدى البعض من الناس أنه لتجنب العدوى يجب تجنب المخالطة أو التعامل مع المصاب به خوفا من العدوى، وهذا ليس بصحيح حيث أن الفهم الصحيح لوسائل الانتقال تساعد على فهم وسائل العدوى وتجنبها، فالفيروس لا ينتقل بأمور التعامل الاعتيادية كالمصافحة باليد أو الجلوس أو التعامل اليومي المعتاد. لابد من احتواء المرضى حيث أنهم بحاجة إلى مد يد العون لهم لا النفور منهم.
تشخيص المرض:
في حالة الشك باحتمال الإصابة بالعدوى نتيجة التعرّض لأي من عوامل الانتقال، فيجب الإسراع إلى التأكد من الإصابة، فلا توجد أعراض محددة للمرض خاصةً في بدايته، حيث تتشابه أعراضه مع الإنفلونزا العادية.
التأكد من الإصابة يتم فقط عن طريق إجراء الاختبار المعملي الخاص بالفيروس من خلال عينة من الدم أو اللعاب، وينبغي تكرار الاختبار أياً كانت النتيجة في الفترة ما بين شهر وثلاثة أشهر من تاريخ التعرض للعدوى. للتأكد من الإصابة أو عدم الإصابة.
ولا داعي للهلع، فلو تم التعرض فعلاً للوخز مثلا من أدوات الحقن لشخص مصاب، يمكن الإسراع إلى المؤسسات الطبية المختصة بالإيدز، حيث يتوفر مضاد الفيروس المخصص للطوارئ الذي قد يحمي من الإصابة إذا تم إعطاؤه في الفترة من 24-72 ساعة بعد التعرض للعدوى.
والإسراع بالتشخيص يساعد على التدخل مبكرا بالعلاج الذي يحسّن من حالة الإنسان المصاب ويقلل من معدل نقله للعدوى.
هل من أملٍ بوجود طرق لعلاج هذا المرض؟
بالفعل تتوافر علاجات قوية وفعالة مضادة للفيروس، إلا أنه لا يوجد حتى الآن علاج علمي يساعد على الشفاء التام من المرض ، ولكن هذه العلاجات تحسّن كثيرا من حالة الإنسان المصاب وتقلل من تدهور الحالة الصحية له، وكلما تم تناولها في مراحل مبكرة كانت الفائدة منها أكبر. وقد يتطلب الأمر تناول علاج مدى الحياة، ولذلك لا ينبغي التردد بطلب الاستشارة الطبية دائماً وبصفة دورية.
نمط الحياة والتعايش مع المرض:
حيث أن الشفاء التام من المرض متعذر من الناحية الطبية، لابد من للمصاب بالمرض من نمط حياة ملائم لهؤلاء الأشخاص يتعايشون به مع المرض، ويساعدهم على تقليل معاناتهم وما قد يحدث لهم من مضاعفات، واضعين في الاعتبار كل ما يحافظ عليهم من العدوى نظرا لضعف المناعة، ومن وسائل تحسين الصحة والتعايش مع المرض:
- أهمية تناول الطعام الصحي الفواكه والخضروات الطازجة، والحبوب الكاملة، والبروتين قليل الدهن يساعد في إبقاء الجسم قوياً، ويمنح الجهاز المناعي المزيد من الطاقة والدعم.
- تجنب اللحوم النيئة والألبان غير المبسترة: فالأمراض الناتجة عن تلك الأغذية تزداد حدتها في الأشخاص المصابين بفيروس عوز المناعة. لذا يتم نصحهم بتناول اللحوم كاملة الطهي، تجنب منتجات الألبان الغير مبسترة، والبيض النيء ومنتجات البحر النيئة مثل المحار، فذلك أكثر أماناً.
- استشارة الطبيب عن تلقى التطعيمات الصحيحة: فهذا قد يمنع عدوى مثل الالتهاب الرئوي والإنفلونزا. ولكن لابد من استشارة الطبيب للتأكد من أن التطعيم لا يحتوي على فيروسات حية، قد تكون خطيرة على أولئك الأشخاص فليست كل التطعيمات تناسب ضعف جهازهم المناعي.
- توخي الحذر عند التعامل مع ما قد يكون مصدرا للبكتيريا أو الطفيليات: ومثال على ذلك الحيوانات الأليفة التي قد تحتوي على طفيليات يمكنها أن تسبب العدوى في الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة. لذلك الاهتمام بقواعد مكافحة العدوى عند التعامل مع الحيوانات والطيور من الأمور بالغة الأهمية.
- ممارسة التمارين الرياضية وتجنب التدخين.
كل هذه النصائح تفيد الإنسان الطبيعي وتساعده على التمتع بصحة أفضل، ولكن يجب التأكيد عليها لمرضى العوز المناعي لحمايتهم من التدهور.
طرق الوقاية:
إن تجنب كل طرق انتقال العدوى بهذا الفيروس تجعلك بمنأى عن الإصابة، بما في ذلك الالتزام بمبادئ الشرع والتمسك بالأخلاق الفاضلة، أيضاً توخي الحذر عند التعامل مع أدوات الحقن المستعملة وعدم مشاركتها. والجدير بالذكرأن التزام الأشخاص المصابين بتناول العلاجات يقلل من فرص نقلهم العدوى لغيرهم.