ملحمة التوحيد.. المؤسس يعيد كتابة تاريخ الجزيرة العربية

ثلاثين عامًا، والتي انتصر فيها الملك عبد العزيز آل السعود، ساهمت في بناء دولة حديثه قوية كالمملكة العربية السعودية.

خطة النصر

كانت الخطة تقضي بأن يسير الملك عبد العزيز آل سعود مع جيشه في الليل من الكويت قاصدًا الرياض في الليل، ويستريحوا في النهار، ثم يتم تقسيم الجيش إلى ثلاث مجموعات.
المجموعة الأولى وهي عدة 20 رجلًا مهمتها أن تكون مجموعة احتياطية ترابط عند الإبل.

والثانية مكونة من 30 فارسًا بقيادة أخيه محمد بن عبد الرحمن ستنتظر خارج أسوار الرياض في المزارع المحيطة حتى تأتيهم الأوامر بالهجوم.

أما المجموعة الثالثة وقوامها 10 رجال فكان يقودها الملك عبد العزيز وهي مسئولة عن دخول الرياض في ظلام الليل.

دخل الملك عبد العزيز مع الفرسان العشرة بيت عجلان بن محمد أمير الرياض آنذاك، فلم يجدوه، فأرسل عبد العزيز إلى أخيه، محمد ورفاقه، الذين كانوا خارج السور، لينضموا إليهم، وعندما خرج عجلان بن محمد من قصر المصمك الذي كان موجودًا ومعه عدة رجال، وبدأ القتال، حتى استسلم حامية القصر، ودخل الملك المنتصر القصر، ونودي في الرياض، أن الحكم لله، ثم لعبد العزيز بن عبد الرحمن بن سعود.

التوحيد وتأسيس المملكة العربية السعودية

وكان استعادة الرياض بمثابة الخطوة الأولى في تأسيس المملكة العربية السعودية، خاض بعدها الملك عبد العزيز المعارك والحروب، للتوسع في المناطق المختلفة، والبدء بنشر الأمن والأمان بين ربوع الجزيرة.

وفي ربيع الأول من عام 1320 هـ تمت البيعة الأولى للملك عبد العزيز، وأهداه والده الإمام عبد الرحمن بن فيصل سيف سعود الكبير، ولم يتوان الملك عبد العزيز بعدها في مواصلة المسيرة وبناء الدولة، فقام في الفترة ما بين1321- 1324هـ بتوحيد المناطق المختلفة في الجزيرة العربية وضمها إلى الدولة السعودية بعد عدد من المعارك الضارية، حتى ضم أجزاء البلاد المختلفة إلى مملكته، وسميت بالمملكة العربية السعودية بعد أن كانت تُعرف بسلطنة الحجاز ونجد وملحقاتها.

اختار المؤسس عبد العزيز يوم الخميس 21 جمادى الأولى 1351هـ، الموافق 23 سبتمبر 1923 يومًا لإعلان توحيد المملكة العربية السعودي، ليكون من بعده يومًا وطنيًا تحتفل به المملكة كل عام تخليدًا لذكراه وشجاعته واستشعارا بما بذله الأجداد لتأسيس دولة حديثة عظيمة تتوجه له قلوب المسلمين لتكون القائد والحامي والمعين.