التهاب اللوزتين. TONSILLITIS
التهاب اللوزتين Tonsillitis
ما هو التهاب اللوزتين؟
التهاب اللوزتين أحد أمراض الأطفال المشهورة ( وربما يصيب الكبار ايضا ) هو مرض فيروسي او بكتيري يصيبق اللوزتين مسببا تضخما فيهما مصحوبا بألم عند البلع
معظم حالات التهاب اللوزتين تكون فيروسية المنشأ وتعالج في المنزل من خلال أدوية معالجة التهابات الحلق التي يتم شراؤها من الصيدليات دون الحاجة الى الرجوع الى الأطباء
ولكن عندما يكون الالتهاب نتيجة عدوى بكتيرية فإن المضادات الحيوية تصبح ضرورة
وفي السابق كانت عملية استئصال اللوزتين علاجا شائعا للالتهاب اللوزتين المتكرر ولكن حاليا يوصى بالجراحة فقط عندما لا تتحسن الحالات رغم تغيير العلاجات
ونحن في هذه المقالة سنلقي الضوء على هذا المرض لنبين ما هي الحالات التي لاتحتاج الى المضادات الحيوية ويكتفى فيها بالعلاج المنزلي وما هي الحالات التي يجب ان يراها الطبيب ومتى يجب استئصال اللوزتين؟ وما هي طرق الوقاية من هذا المرض.
الشكاوى والأعراض
- احتقان وتضخم اللوزتين
- ظهور بقع بيضاء على اللوزتين
- احتقان الحلق
- صعوبة مع الم في البلع
- صداع وآلام بالرأس
- حمى ورعشة
- تضخم مع ألم في العقد الليمفاوية في الفك والرقبة
- بحة في الصوت بسبب التهاب الحنجرة
- آلام بطنية ( عند الأطفال )
كيف يمكن التمييز بين النوع الفيروسي والنوع البكتيري؟
- عندما تتسلل البكتريا او الفيروسات الى جسمك من خلال الفم او الأنف تعمل لوزتاك كمرشح حيث تقوم خلايا الدم البيضاء بالتهام تلك الجراثيم الغازية وهذا قد يتسبب في احداث نوع من العدوى المنخفضة باللوزتين ، وهذا أمر طبيعي فاللوزتان خلقتا لهذا الأمر فهما من خطوط الدفاع الطبيعية بالجسم
- ولكن عندما تكون العدوى أكثر واشد خطورة قد يحدث الالتهاب باللوزتين ، حينئذ تكون اللوزتان مؤلمتين وملتهبتين
- تحدث معظم العدوى بسبب الفيروسات واحيانا تكون بسبب البكتريا من المجموعة ( أ ) ( group A streptococci)
- وعندما تصاب اللوزتان بالبكتريا من نوع group A streptococci فإن من العلامات التي تميزها عن العدوى الفيروسية و التي يمكن الانتباه لها هو الالم والالتهاب المفاجئين والإحساس بالألم في الرقبة بسبب التهاب العقد الليمفاوية والارتفاع الكبير في درجة حرارة الجسم ( الحمى ) رغم عدم وجود احتقان بالأنف
- فإذا كانت العدوى من النوع البكتري فإن المريض يحتاج الى المضادات الحيوية أما إذا كانت العدوى من النوع الفيروسي فلا داعي للمضادات الحيوية حيث يكتفى بالعناية المنزلية
الفئات الأكثر تعرضا للخطر:
- الأطفال : حيث يكون التهاب اللوزتين شائعا بين الأطفال في سن المدرسة
- القاطنون في التجمعات المزدحمة : مثل المدارس ودور الحضانة والملاجئ والأماكن سيئة التهوية ؛ حيث يسهل انتشار الفيروسات والبكتريا بين المخالطين.
متى يجب ان تطلب المشورة الطبية؟
رغم ان التهاب اللوزتين في حد ذاته ليس خطيرا الا انه من الممكن ان يؤدي الى مضاعفات خطيرة اذا اهمل وترك بدون رعاية طبية ولذا فإنه يتوجب عليك طلب المشورة الطبية في الأحوال التالية :
1- لو بقي احتقان الحلق اكثر من 48 ساعة
2- لو ارتفعت الحرارة عن 39 مئوية
3- اذا لم تستطع البلع بسبب تضخم اللوزتين والألم الحاصل بهما
4- اذا صوحب احتقان الحلق بآلام في البطن وخصوصا اذا كان هناك قيء
5- اذا حدث تيبس في الرقبة أو أحسست بالضعف العام
ويجب ان تطلب المشورة الطبية لطفلك اذا حدث – اضافة الى ما سبق- :
1- هذيان للطفل
2- سيلان للعاب الطفل خارج فمه
3- اذا لم يستطع الطفل البلع بسبب الألم وتضخم اللوزتين اذ أن عدم البلع سيسبب تدهور حالته الصحية بسبب حرمانه من الطعام وقد يؤدي به الى الجفاف
التشخيص والفحوصات التأكيدية
- التشخيص سهل وبسيط حيث سيقوم الطبيب بفحص اللوزتين بخافض اللسان حيث تكون اللوزتان ومنطقة الحلق في حالة احمرار وقد يظهر بهما صديد
- وعادة ما يأخذ الطبيب مسحة من الحلق ويرسلها للمعمل للتاكد من وجود او عدم وجود بكتريا ال streptocooci
- ويمكن ظهور النتائج في خلال دقائق او يوم او يومين حسب طريقة الفحص المعملي
- ويطلب الطبيب صورة عد دم كامل CBC للتأكد من وجود أو عدم وجود ارتفاع في عدد خلايا الدم البيضاء او لاكتشاف اسباب اخرى للعدوى قد تظهر في الدم
المضاعفات
لو ترك التهاب اللوزتين بدون علاج فقد تتسبب اللوزتان المتضخمتان في انسداد مجرى التنفس
كما يحدث تجمع صديدي في منطقة اللوزتين ( خراج ) وقد ينتشر الصديد عبر الدم الى الرقبة والصدر
وهناك بعض سلالات ال streptococci قد تتسبب في التهاب بالكليتين او الحمى الروماتيزمية التي تؤثر على القلب والأعصاب والمفاصل والجلد بالعديد من المضاعفات
العلاج
لو كانت الحالة ناشئة عن عدوى فيروسية فليس من مصلحة المريض تعريضه للمضادات الحيوية بدون داع حيث يكتفى بالرعاية المنزلية على النحو التالي ولكن قد يتم الاحتياج الى المضادات الحيوية او مضادات الفيروس حسب ما يقرره الاستشاريون:
- يكتفى بالمسكنات ومضادات الالتهاب مثل الباراسيتامول او البروفين لتخفيض الحرارة وتخفيف الألم
- شرب السوائل الدافئة مثل الشاي بالليمون والحساء الساخن
- الغرغرة بالماء الدافئ مع الملح( ربع ملعقة ملح على 8 مقادير ماء دافئ )
- ويمكن وصف مزيج من العسل والليمون حيث يصب العسل والليمون في كوب من الماء الدافئ حيث يقوم العسل بتلطيف الحلق ويقوم الليمون باذابة المخاط ولكن لا ينصح بتطبيق ذلك على الأطفال دون السنة الأولى من العمر
- ويمكن مص اقراص الاستحلاب حيث تقوم هذه الأقراص بغسل الحلق وتطهيره
- يمنع التدخين تماما حيث يتسبب التدخين في تهييج الأغشية المخاطية للحلق
- كما ينصح بالتقليل من الكلام وتجنب الصياح حتى لا يحدث ارهاق للأحبال الصوتية حيث يؤدي ذلك الى تهييج الحلق
- وكقاعدة عامة للحفاظ على حياة وسلامة الأطفال وتجنبا لحدوث داء راي Reye syndrome لا ينصح بإعطاء الأطفال دون الثانية عشرة عقار الأسبرين
ولكن لو كانت الحالة ناشئة عن عدوى بكتيرية فإن الطبيب سيصف للمريض احد انواع المضادات الحيوية وعادة ما يكون البنسللين بالفم احد هذه الخيارات حيث يؤخذ لمدة 10 ايام
وهناك مضادات حيوية اخرى يمكن ان تؤخذ لفترات زمنية اقل ، وقد يصف الطبيب بعض انواع من الكورتيزون لتخفيف الالتهاب وتضخم اللوزتين
تنبيهات هامة:
- المضادات الحيوية التي بها بنسيلين قد تتسبب في احداث حساسية منها ما يكون خطيرا وقد يؤدي الى الوفاة فلا ينبغي ان يختار المريض بنفسه اي نوع من المضادات الحيوية دون لرجوع الى الطبيب لأنه هو فقط الذي يستطيع ان يقرر نوع المضاد لحيوي المناسب
- رغم ان المريض قد يبدأ في الشعور بالتحسن بعد يوم او يومين من تطبيق العلاج ولكن من المهم جدا استكمال الكورس العلاجي بالمضاد الحيوي حتى نهايته لأن ايقاف الكورس العلاجي قبل نهايته قد يتسبب في انتكاس المرض وعودة العدوى مرة اخرى بصورة اشد من سابقتها
- وفي حالة إصابة الطفل ببكتريا ستربتو فيجب قبل عودته الى مدرسته او حضانته ان يكون تحت العلاج بالمضادات الحيوية الى اليوم الذي سيذهب فيه للمدرسة حتى لا يتسبب في نقل العدوى للآخرين
- وإذا لم يستطع المريض وخصوصا الطفل اخذ المضادات الحيوية بالفم بسبب تضخم اللوزتين واحتقان الحلق فيمكن اخذ العلاج عن طريق الحقن
استئصال اللوزتين
رغم ان استئصال اللوزتين لم يعد قاعدة أو أصلا في علاج التهاب اللوزتين كما كان الحال بالسابق إلا أن هذا الإجراء يلجأ اليه الأطباء في حالة فشل العلاجات بالطرق السابق ذكرها:
حيث تكون دواعي استئصال اللوزتين جراحيا هي الآتي:
1- حدوث 7 مرات عدوى من النوع الخطير ( بكتريا الستربتو ) في عام واحد
2- حدوث العدوى المعتادة ( الفيروسية البسيطة ) 5 مرات كل عام او بفاصل كل عامين
3- تكرر حدوث عدوى من النوع الخطير 3 مرات كل عام او بفاصل كل 3 اعوام
4- اذا كان هناك خراج باللوزتين ولم يستجب للعلاجات التقليدية
5- لو كانت اللوزتان المتضخمتان تسببتا في انسداد مجرى الهواء وأعاقتا التنفس
وعادة ما تجرى عملية استئصال اللوزتين في العيادة الخارجية حيث يعود الطفل الى المنزل في نفس يوم العملية ويستمر في الرعاية المنزلية حتى تمام الشفاء خلال اسبوعين
الوقاية
نظرا لأن الفيروسات والبكتريا جراثيم سريعة الانتشار فينصح دائما بغسيل الأيدي المتكرر لمنع جميع انواع العدوى بما فيها عدوى التهاب اللوزتين
- اغسل يديك دائما وشجع اطفالك على ذلك
- عند العطاس أو السعال حاول تفادي نشر الرذاذ من خلال استعمال المناديل الورقية واذا لم تتوفر المناديل لحظة العطاس فقم بمنع انتشار الرذاذ من خلال تغطية فمك بمرفقك اي بكمك
- لا تتشارك مع الآخرين في أكواب الشرب وأطباق الطعام
- تجنب مخالطة من اصابتهم العدوى .