شلل الأطفال
شـلل الأطفـال
شلل الأطفال مرض رسم في ذاكرة التاريخ صورا أليمة لم تنس حتى الآن فالمصابون به لا يزالون يطؤون بعرجتهم الأرض ليملأوا الدنيا حولنا حسرة وحزنا على ضياع فرصة سلامتهم من هذا المرض ، وهذا المرض قديم قدم التاريخ وتشير الرسوم الفرعونية إلى ذلك
رؤية للتسلسل التاريخي لشلل الأطفال :خلفية تاريخية
تعتبر أقسى فترات انتشار المرض وإصابة البشر به في مرحلة ما قبل ظهور التطعيم الواقي الذي ابتكره جوناس سولك والذي صار في متناول الهيئات الصحية اعتبارا من عام 1955
العالم الشهير سولك
وقبل عام 1955 بثلاث سنوات اي على التحديد في عام 1952 – وفي الولايات المتحدة الأمريكية فقط – تم رصد (60,000 ستون الف حالة)
وفي العقد الأخير من القرن الفائت وعلى وجه التحديد اعتبر –نظريا – ان المرض قد اختفى من امريكا وأروبا
ولكن يبقى المرض قابلا للانتشار وقادرا على إلحاق الأذى بمن يسكنون في أفريقيا وآسيا
وقد سجل المرض في هذه الدول : الهند وباكستان و أفغانستان واليمن ومصر والنيجر ونيجيريا
ولا يعني رصد المرض في الدول السابق ذكرها أن بقية الدول في منأى عن الخطر فطالما أنه لم يتم القضاء النهائي على المرض فإنه يمكن للمرض ان يدخل دولاً أخرى
ما هو مرض شلل الأطفال ؟
شلل الأطفال مرض من الأمراض الفيروسية المعدية التي يببها فيروس شلل الأطفال( Polio virus) والذي أمكن الحصول على صورة مجسمة (3D) له بتقنيات عالية الدقة من خلال جهود قام بها فريق من كلية الطب جامعة هارفارد بقيادة البروفيسور جيمس هوجل والصورة التي ترونها أسفل هي صورة من مكتبته الخاصة نشرها موقع مستشفى الأطفال ببوسطن
صورة 3D لفيروس شلل الأطفال
طريقة العدوى
تنتقل العدوى عن طريق الرذاذ من خلال العطاس والسعال ، كما ان الفيروس يمكن ان ينتقل من خلال إفرازه مع البراز في الفترة الحادة للمرض وعليه فإن الاحتكاك العفوي بالفضلات الملوثة بالفيروس وبلعها عن طريق الفم يسبب انتقال العدوى وكذلك تشارك الحشرات المنزلية كالذباب والصراصير في نقل العدوى
آلية حدوث المرض
من خلال الطرق السابقة يدخل الفيروس الى الجسم حيث يتكاثر في امعاء الطفل المصاب ثم ينتقل الى الجهاز العصبي ليبدأ في إتلاف الخلايا العصبية وخصوصا النوع الحركي منها وللأسف ما يتلف من هذا النوع من الخلايا لا يمكن تعويضه ، وعليه فإن العضلات التي تتحكم فيها الأعصاب التي أصيبت لن تستطيع القيام بوظيفتها وهو ما يعبر عنه بالشلل
فترة الحضانة
تبلغ فترة الحضانة وهي الفترة ما بين دخول الفيروس الى الجسم وبين ظهور الأعراض من أسبوع إلى خمسة أسابيع ، والذي ينبغي التنبيه عليه ان الطفل يكون مؤهلا لنقل العدوى للآخرين قبل عشرة ايام من ظهور الأعراض عليه وطالما بقيت الجرثومة في حلقه أو برازه فإنه يكون قادرا على نقل العدوى للآخرين وعادة ما تبقى تلك الجرثومة في الحلق والبراز لأشهر
الأعراض ومسار المرض:
1- حوالي 92% إلى 95% من الحالات لا تظهر عليها اي اعراض وهو النوع الصامت من مرض شلل الأطفال
2- في 5% إلى 8% من الحالات تظهر الأعراض والتي يمكن أن تكون على أحد ثلاث صور
–الصورة الأولى : صورة خفيفة تشابه أعراض الأنفلونزا وتمر الحالة على انها حالة كحالات الإنفلونزا
–الصورة الثانية : أشد خطرا حيث تلتهب الأغشية السنجابية للمخ ولكن بدون حدوث إعاقة حركية ولكن يوجد نوع من اعراض التهاب الأعصاب مثل الحساسية المفرطة للضوء وحدوث تيبس او تصلب في عضلات الرقبة
–الصورة الثالثة : وهي التي ينتج عنها في نهاية المطاف شلل بعضلات الذراع والركبة وهي تحدث في نسبة0.1% الى 2% من مجموع حالات الإصابة ، وقد يصاب الطفل بالصمم أو العمى وقد تصاب العضلات التنفسية مما يتسبب في صعوبة في التنفس وقد يتطور الأمر إلى الأسوأ وهو الوفاة
الوقاية والعلاج
1-إن المبدأ الذهبي (الوقاية خير من العلاج ) هو المبدأ الذي يجب تطبيقه لتفادي حدوث هذا المرض
2-يجب توعية المواطنين وتثقيفهم صحيا حول خطورة هذا المرض وضرورة حصول اطفالهم على التطعيم الوقائي ضد هذا المرض الشرس
3-في اتباع التعاليم الإسلامية الوقائية الصحية وقاية بإذن الله من الإصابة بالمرض فالإسلام يحث على نظافة الأفنية والدور وهو الأمر الذي سيمنع دخول الذباب والحشرات المنزلية الأخرى التي يمكن ان تكون ناقلا للفيروس
4-غسل الأيدي والتنظف والتطهر بعد قضاء الحاجة (الغائط ) وهو من اهم الوسائل الوقائية لمنع انتقال العدوى وهو عين ما يحث عليه الإسلام
5-غسل الأيدي قبل وبعد تناول الطعام وهو مما حث عليه الإسلام
6-غسل الخضروات والفواكه قبل تناولها يمنع بإذن الله من احتمال دخول الفيروس إلى الجسم من خلال الجهاز الهضمي
7-في حالة إصابة أحد الأفراد بالمرض فيجب تبليغ السلطات الصحية بالحالة فورا لاتخاذ الإجراءات الوقائية العاجلة لمنع انتشار المرض وبائيا في المنطقة المحيطة بالحالة المصابة وفي هذه الحالة يجب عزل المريض في المستشفى وتجنب مخالطة الأطفال الأصحاء له ، كما يجب فحص جميع المخالطين للحالة المصابة
8-يكون العلاج بالتعامل مع الأعراض مثل تخفيض درجة الحرارة وإعطاء المسكنات وهناك علاج لحالات الطوارئ يقوم به الفريق الطبي المتخصص حيث تعالج الحالة من البداية تحت الإش راف الطبي اللصيق
9-كما يوجد علاجات تجميلية وتقويمية ومساعدة اتخفيف معاناة الطفل المعاق منها ما يكون بالعلاج الطبيعي ومنها ما يكون بالجراحة
10-الحصول على التطعيمات المدرجة ضمن منظومة التطعيمات الأساسية للأطفال حسب الجرعات التالية
هناك نوعان من التطعيمات وهما الفموي والعضلي ويعطى الطفل ما تقرره السلطات الصحية في دولته حسب الأنظمة الصحية العالمية وكذلك التي تقررها كل دولة في منظومة التطعيمات الأساسية الخاصة بها
وعادة يحتاج الطفل إلى 4 جرعات اساسية قبل دخول المدرسة ، بالإضافة إلى جرعة خامسة منشطة عند دخول المدرسة ، بالإضافة الى الاستفادة من حملات التطعيم السنوية الأخرى التي يعلن عنها في دولته حسب ما تقرره منظمة الصحة العالمية ، حيث يأخذ الطفل تطعيما ضمن تلك الحملات السنوية حتى لو كان قد حصل بانتظام على جرعات التطعيم الدورية
وهذه الجرعات الخمس تكون مواعيدها كالتالي :
1-عند شهرين من الولادة
2-عند 4 أشهر
3-عند 6 أشهر
4-عند 18 شهرا
5-عند 4-6 سنوات(عند دخول المدرسة )
هكذا يكون الحال عند الكبر إذا قصر الوالدان في حق ابنائهم في التطعيم