الوقاية من الأمراض الجلدية في الحج
الوقاية من الأمراض الجلدية فى موسم الحج
الدكتور أحمد الغرباوي
أخصائي الأمراض الجلدية
مستشفى الأطباء المتحدون
فى موسم الحج ومع الزحام الشديد وتجمع الأشخاص من مختلف بلدان العالم ، ترتفع معدلات الإصابة بالأمراض الجلدية لعدة أسباب، أهمها:
- زيادة إفراز العرق نتيجة تأثير أشعة الشمس الحارقة.
- ارتفاع نسبة الرطوبة .
- كثرة التجمعات
ومن اشهر الأمراض الجلدية فى موسم الحج:
1- التسلخات الجلدية : هي طفح يصب ثنيات الجسم بسبب بكتيريااو فطر أو فيروس ويحدث ذلك فى الأماكن الجلدية التي تتصل ببعضها في أغلب الأوقات وتكون دافئة ورطبة. مثل الابطين، وتحت الثديين، الجانب السفلي من البطن، خلف الأذنين، الفخذين و الأعضاء التناسلية، بين أصابع القدم و أصابع اليدين. ويتصف ذلك بطفح لونه احمر في بعض الأحيان يثير الحكة. وهو اكثر شيوعا عند الذين لديهم سمنة وزيادة في الوزن. او الذين يعانون من مرض السكرى.
ويمكن الوقايه منها عن طريق العناية بالنظافة الشخصية، والبعد عن أشعة الشمس المباشرة قدر الاستطاعة، والجلوس في مكان جيد التهوية .
2- الحـروق الجلديَّة:
الحروقُ الجلدية لها أنواع كثيرة وهي تحدث عندَ تعرُّض الجلد لأشعَّة الشمس الحارقة لمدَّة طويلة فيلتهب الجلدُ ويصبح لونُه أحمرَ وهذا التغيُّر نشاهده في بعض الحجَّاج في الأماكن المكشوفة من أجسامهم. وفي بعض أنواع الحروق الشمسية، تظهر فقاقيع مائية وربَّما سبَّبت آلاماً شديدة. ويكون بعضُ الأشخاص معرَّضين أكثر من غيرهم للإصابة بالحروق الشمسية وبالذات من ذوي البشرة البيضاء والقادمين من البلاد معتدلة المناخ.
والوقايةُ من هذه الحروق الشمسيَّة سهلةٌ وذلك باستخدام المظلَّة الشمسية باستمرار وألاَّ يكشف الحاج من جسمه إلاَّ بقدر ما تتطلَّبه مناسكُ الحج. كما يمكن للحاج أن يستخدمَ الكريمات أو المراهم الواقية من الشمس وهي كريماتٌ خاصَّة يُستحسَن أن يستشيرَ فيها الطبيب.
وعلاجُ هذه الحروق يكون باستخدام الكمادات الباردة والكريمات الملطِّفة. وفي حالة وجود فقاعات مائية يجب عدمُ العبث بها حتَّى لا تنفجر فإذا انفجرت فلابدَّ من دهنها بمضادٍّ حيوي موضعي. وعندَ اشتداد المرض، لابدَّ من مراجعة الطبيب .
3- التينيا : هي إصابة فطرية معدية تصيب الجلد و تكون علي شكل بقع حمراء او بيضاء او سمراء تصيب بعض المناطق في الجسم كالرقبة و الكتفين و الفخذين و قد ننتقل الي باقي اجزاء الجسم. وتنتقل العدوى عن طريق استعمال الملابس أو المناشف الخاصة بشخص مصاب، كما أن التجمعات والزحام والحر الشديد في موسم الحج تساعد على انتقال العدوى أيضًا
و من اهم انواع التنيا و اكثرها شيوعا مايلي:
- تينيا الفخدين:
- وتصيب المنطقة العليا في الفخدين و يشعر المصاب بحكة جلدية شديدة بين الفخذين، وقد تنتقل العدوي من اعلي الفخدين الي مناطق اخري من الجسم و تظهر الاعراض علي شكل بقع جلدية ملتهبة في اعلى الفخدين.
- التينيا الملونة:
وتنتشر بين الحجاج بسبب ارتفاع درجة الحرارة وإفراز الغدد الدهنية بالجلد و تظهر على شكل بقع بنية منتشرة على الصدر والظهر والأكتاف وإذا أهمل المريض علاجه فانها تنتشر بسرعة أكبر وتتحول هذه البقع البنية إلى بقع فاتحة اللون.
وتختلف الصورة على المريض فتكون هناك بقع بنية وأخرى وردية وأخرى بيضاء لذلك سميت بالتينيا الملونة. .
الوقاية والعلاج :
عدم استعمال ملابس أو مناشف الغير، وغلي الملابس الداخلية والخارجية وكيها لقتل ما يكون بها من فطريات، وعدم حك المنطقة المصابة باللوفة عند الاستحمام مع استشارة الطبيب لأخذ العلاج اللازم.
4 – فرط التعرق:
يزداد إفراز العرق في موسم الحج زيادة كبيرة نتيجة ارتفاع درجة حرارة الجو وزيادة نسبة الرطوبة معظم ساعات النهار والليل. وللوقاية من ذلك يستحسن أن يبتعد الحجاج عن المجهود الشاق، خاصة في الساعات الحارة من اليوم مع الاهتمام بالنظافة الشخصيه
5- الإكزيما:
هي مرض جلدي ناتج عن التهاب الجلد وتسبب تهيج الجلد و احمراره وجفافه لدرجة ظهور تشققات على الجلد. وتظهر الاكزيما بشكل خاص على الوجه والاطراف لكن من الممكن ان تظهر ايضا في مناطق اخرى من الجسم . وهناك أنواع كثيرة من الأكزيما منها الحادة وتحت الحادة والمزمنة، والأكزيما الحويصلية، والحبيبية والقشرية، والأكزيما الخاصه بالأطفال…إلخ
ويمكن الوقايه منها عن طريق :
- استعمال مواد للحفاظ على رطوبة الجلد .
- تجنب التغيرات الحادة في درجات الحرارة او درجة الرطوبة.
- تجنب التعرق المفرط او التدفئة المفرطة.
- تخفيف الضغط النفسي والتوتر.
- تجنب التعرض لمواد تثير الحكة، مثل الصوف او غيره.
- تجنب استخدام انواع معينة من الصابون ومواد التنظيف او المواد المذيبة الحادة.
- الوعي والانتباه لانواع الاطعمة التي تسبب ظهور الاكزيما، ثم الحرص على تجنبها.
6- الأرتيكاريا:
تعتبر الأرتيكاريا من أكثر أمراض حساسية الجلد انتشارا. و تحدث بسبب التعرض لإحدى مسببات الحساسية. و غالبا تصيب الأرتيكاريا الجلد فقط مسببة الطفح الجلدي المميز لها في أي جزء من الجسم مع وجود حكة شديدة التي تزيد الحالة سوءا.
يوجد الكثير من مسببات الحساسية، لكن أغلب الحالات يكون السبب غير معروف. و من هذه المسببات:
- بعض الأطعمة: مثل اللبن و منتجاته، البيض، السمك، الجمبرى، الموز، المانجو، الفراولة، الشيكولاته. و أيضا المواد الحافظة و مكسبات اللون في الأطعمة المحفوظة.
- بعض الأدوية: مثل الأسبرين، البنسلين، السلفا، مصل التيتانوس.
- استنشاق الهواء المتطاير به حبوب اللقاح.
- الإصابة ببعض الطفيليات و الميكروبات.
- لدغات الحشرات مثل النمل.
- العطور و مستحضرات التجميل.
- التوتر النفسي: قد يكون السبب الرئيسي لحدوث الأرتيكاريا أو يزيد سوءا الحالة الموجودة بالفعل.
- وهناك الحساسية لأشعة الشمس إذا تعرض لها الشخص فيصاب بأنواع طفيفة تزول بعد فترة وجيزة من اختفاء الشمس
- وهناك بعض الأدوية التي تسبب الحساسية إذا تعرض من يستعملها لأشعة الشمس، وتبدو الحساسية هنا على هيئة طفح جلدي على الوجه، وعلى الجزء المعرض من الصدر في فتحة القميص وأهم نقطة في علاج مثل هذه الحالات تكون بالوقاية، وعدم التعرض لأشعة الشمس المباشرة، واستشارة الطبيب إذا لزم الأمر.
7- الجرب:
من أهم الأمراض الجلدية المعدية التي قد يتعرض لها الحاج (الجرب)، ويحدث نتيجة الإصابة بطفيل الجرب . وأغلبُ المصابين به يأتون به معهم من بلادهم . وأعراضه الهرش الحاد في الليل . ويظهر على شكل حبوب جلديَّة تسبِّب حكَّةً شديدة. ويكثر بين الأصابع وعلى الرسغ وفي الأعضاء التناسلية. وعلاجُ الجرب يكون بدهن كامل الجسم عادة (ما عدا الوجه والرأس) بأدوية خاصَّة للجرب ولكنَّ هذا يكون باستشارة الطبيب. ولابدَّ من تغيير الملابس الداخلية للمُصاب ومفارش السرير لأنَّ طفيليَّاتِ الجرب تبقى فيها. كما يجب على المخالطين للمُصاب الذين يعيشون معه في السكن نفسه أن يستعملوا العلاجَ نفسه أيضاً.ويسخدم هذا العلاج بعد دش دافئ بالماء والصابون والحك باللوفة وتكرر هذه العملية لعدد معين من الليالي تحت اشتشاره الطبيب.
و اخيرا تقبل الله منكم الج حج مبرور و سعي مشكور.