الديسك او الانزلاق الغضروفي نصائح صحية

الديسك او الانزلاق الغضروفي نصائح صحية

مرض الانزلاق الغضروفي أو الديسك من الأمراض التي قد يكون للإنسان وأنماط حياته الخاطئة دور كبير ونسبة كبيرة في حدوثه ، فلقد خلق الله الإنسان في أحسن تقويم ، ومن بديع صنع الله أنه خلق لنا بين فقرات عمودنا الفقري وسادة مرنة تحتوي على مادة جيلاتينية تمتص الصدمات تسمى بالغضروف أو بالقرص أو الديسك
فالديسك هو هذا الجزء الذي يوجد بين الفقرات ليمتص الصدمات ويمنح العموي الفقري خاصيته المتميزة ألا وهي مرونته وحركته.
وقد اصطلح الناس على تسمية انزلاق هذا الديسك بمرض الديسك فيقول المريض أنا عندي الديسك قاصدا انزلاق الديسك لأننا جميعا لدينا ديسك ولكن اشتهر الاصطلاح بين الناس على تسمية انزلاق الديسك بالديسك مباشرة
وعادة ما يتحمل هذا الديسك الضغوط طالما كان وزن الإنسان مقبولا وطالما كانت الأحمال التي يحملها الإنسان مقبولة وتحمل بطريقة صحيحة

لماذا شاع مرض الديسك أو الانزلاق الغضروفي في الأيام الأخيرة؟

سبب شيوع هذا المرض في الحقبة الأخيرة بسبب تغير أنماط الحياة وزيادة فترات الخمول والجلوس بالوضعيات الخاطئة وزيادة نسب حدوث السمنة والوزن الزائد بين الناس مع عدم ممارسة الرياضة والاستعاضة عنها بالجلوس الطويل أمام الكمبيوتر والتلفاز على أرائك غير ملائمة صحيا تتسبب في انحناء الجسم وانثناء العمود الفقري على المدى الطويل.
مع أن استقامة الظهر وعدم انحنائه كان من علامات المسلمين في حياتهم عموما وفي صلاتهم خصوصا فالرسول صلى الله عليه وسلم حرص على أن يكون وضع الركوع في حالة استواء واستقامة تامة حتى لقد وصف الفقهاء العلامة التي بها يعرف استواء الظهر في الركوع بمثل فقالوا لو أنك سكبت الماء على ظهر الراكع المستوي لما انزلق الماء من على ظهره من تمام استوائه.

ما هو الانزلاق الغضروفي؟

– يحدث الانزلاق الغضروفي عندما ينزلق الجزء الجيلاتيني ويخرج عبر فتق في الجزء الليفي من الديسك. هذا الجزء الجيلاتيني الرخو ينزلق نحو القنوات العصبية ويضغط على أجزاء من الأعصاب وبالتالي يؤدي إلى ألم في الظهر وفي الفخذ والساق وهو ما يعرف عند العامة بعرق النسا (بفتح النون).

أسباب الانزلاق الغضروفي

العوامل والمسببات كثيرة منها:
_ زيادة وزن الجسم (السمنة المفرطة).
_ انحناء العمود الفقري على المدى الطويل
_ الأوضاع غير الصحيحة عند الجلوس والمشي والعمل كالانحناء أو حمل الأثقال بطريقة خاطئة

أعراض الانزلاق الغضروفي

هناك مجموعة من الأعراض تصاحب مرض الديسك وهي:
– آلام في أسفل الظهر تمتد إلى الناحية الخلفية من الورك والفخذ والساق
_ وهناك احتمال أن يشعر المريض بضعف في عضلات القدم والساق
_ تغير في الاحساس في تلك المنطقة عبارة عن تنميل زائد أو على النقيض عدم الشعور بالإحساس
_ وربما يحدث عدم قدرة على التحكم بالبول أو البراز.

التشخيص:

– يتم التشخيص من خلال :
1-المعاينة الإكلينيكية
2-الأشعات التخصصية مثل الأشعة السينية وأشعة الرنين المغناطيسي.

الوقاية و العلاج :

يسلك الأطباء في حالات الديسك مسلكين

الأول : العلاج التحفظي الطبي بدون أي تدخلات جراجية:

ويتمثل في:
1- الراحة لعدة أيام و تجنب المجهود العضلي الذي يؤدي إلى إجهاد منطقة أسفل الظهر.
2-الأدوية المضادة لالتهاب المفاصل
3-الأدوية المسكنة للآلام والأدوية
4-العلاج الطبيعي
5-تخفيف الوزن.
6- وقد يلجأ الطبيب الأخصائي إلى حقن مضادات الالتهاب في الظهر لتخفيف آلام والتهابات العصب.

ثانيا : التدخل الجراحي

يلجأ إليه الأطباء المتخصصون عندما يفشل العلاج التحفظي في إزالة الأعراض.
ويتمثل التدخل الجراحي في استئصال الجزء المنزلق من الديسك بالجراحة المعتادة أو بالمنظار الجراحي لتصغير حجم الجرح من ثلاثة سنتيمترات إلى سنتيمتر واحد تقريبا ، وعادة ما تنجح هذه العمليات في إزالة آلام الانزلاق الغضروفي وإعادة البسمة والحياة الطبيعية للمريض في فترة ليست بالطويلة أبدا ، إذ يمكن للمريض المشي لمسافات قصيرة والجلوس على الكرسي خلال الأيام التالية للعملية مباشرة وتعتبر فترة ستة اسابيع هي الفترة المعقولة للعودة التامة لمزاولة المريض لحياته الطبيعية

الوقــاية

للتوعية والتثقيف الصحي دور كبير في الوقاية من حدوث الانزلاق الغضروفي ؛ فكما قلنا في بداية المقال أن هذا المرض من الأمراض التي يمكن منعها من خلال التوعيبة والتثقيف الصحي ، ويتمثل دور التثقيف الصحي وقائيا في:
1) تشجيع فكرة المحافظة على الوزن المثالي والعمل على الوصول إليه وتجنب حدوث السمنة
2) ممارسة التمارين الرياضة وخصوصا تلك التي تعنى بأسفل الظهر.
3) عند التقاط الأشياء من الأرض يجب تجنب الانحناء بل ينصح بثني الركبتين والحفاظ على الظهر مستقيماً ، وتجنب الأعمال التي تتطلب ثني الظهر لفترات طويلة، وإذا كانت طبيعة العمل تتطلب الانخفاض إلى الأرض لالتقاط الأشياء فيجب أن يكون هذا الانخفاض عن طريق ثني الركبتين مع المحافظة على الظهر مستقيما غير منحنٍ.
4) المحافظة على استقامة الظهر عند الجلوس على الكرسي أمام الكمبيوتر أو كرسي السيارة أو الفوتيه مع وضع وسادة خلف الظهر لملئ الفراغ في منطقة الفقرات القطنية والمسمى ( Lumber angle ) .
5) في حالة الجلوس على الكرسي لفترات طويلة (كما هو الحال في العمل أمام شاشة الكمبيوتر ) يجب الوقوف كل فترة (من نصف ساعة إلى ساعة ) لمدة خمس دقائق
6) وكذا في حالات الجلوس في السفر الطويل ينصح بالترجل من السيارة كل نصف ساعة أو كل ساعة وتحريك الجسم.
7) وإذا كان الجلوس في الطائرة فيجب القيام من الكرسي والتحرك في ممر الطائرة لضمان راحة الظهر وسلامة العمود الفقري
8) الاستغناء عن المراتب العادية والاستعاضة عنها بالمراتب الطبية ومخدات أسفل الظهر.
9) عند رفع أي أحمال ثقيلة من على الأرض يجب المحافظة على استقامة الظهر عند الرفع والحمل .
10) تجنب رفع الأشياء الثقيلة مع ضرورة الحمل في حدود المستطاع.
11) وننصح ربة المنزل بالآتي:
* الاستعاضة عن قطع المطبخ السفلية بأخرى علوية حتى لا تضطر للانحناء كثيرا
* أو وضع الأدوات والأوعية التي لا تستعمل كثيرا في قطع المطبخ السفلية ووضع الأدوات التي تستعمل كثيرا في قطع المطبخ العلوية
* تجنب مسح الأرض وتنظيفها وكنسها بالطرق التقليدية القديمة التي كانت تعتمد على الانحناء والانحفاض لأسفل والاستعاضة عن ذلك بالماسحات الآلية وذوات الأذرع الطويلة
* عند استعمال ماسحات الأرض والمكانس اليدوية أو الكهربائية ينبغي الانتباه إلى طول الذراع الماسكة وتطويلها بقطعة إضافية إذا لزم الأمر لتجنب الانحناء الكثير.
* وضع حاوية صغيرة للقمامة في مستوى علوي بحيث يتم تجميع أكياس الحاويات العلوية مرة واحدة أو مرتين يوميا فقط لوضعها في الحاوية السفلية الأكبر وهذا سيوفر على ربة المنزل عددا كبيرا من المرات التي تتعرض فيها للانحناء.
*بالنسبة لمكتبات المنزل ينصح بوضع الكتب الأكثر تناولا واستعمالا في الأرفف العلوية ووضع الكتب الأقل استعمالا في الأرفف السفلى.
*ينصح عند تصميم المنازل بجعل فتحات مقابس الكهرباء والهاتف والتلفاز والإنترنت في مستويات علوية لأنها من مرافق المنزل الأكثر استعمالا ووضعها في مستويات سفلية يتسبب في زيادة عدد مرات الانحناء على المدى الطويل.