الصيام ومرضى القلب
الصيام ومرضى القلب
الدكتور علي صلاح
استشاري أمراض القلب والأوعية الدموية
مستشفى الأطباء المتحدون
إذا كان الله تعالى قد فرض علينا صيام شهر رمضان لتقوية عزيمتنا والتغلب على شهواتنا فيجب ان يكون شهر رمضان نقطة انطلاق لإحداث تغيير في حياتنا
أمراض القلب كثيرة ولكن اكثرها شيوعا هي :
أمراض شرايين القلب وهبوط القلب واضطراب نبضات القلب
واهم هذه الأمراض وأكثرها شيوعا هو مرض تعصلب الشرايين والذي ينتج عنه عدة مضاعفات مثل احتشاء عضلة القلب والسكتة الدماغية وتتضافر عدة عوامل لحدوث الاصابة بتصلب الشرايين نسميها عوامل الخطورة ، هذه العوامل هي :
الاثصابة بمرض السكري والسمنة وارتفاع نسبة الكولستيرول في الدم والاصابة بارتفاع ضغط الدم والتدخين والتوتر العصبي وكما نرى فنه ولله الحمد معظم هذه العوامل قابلة للعلاج كما انه يمكن تجنبها
والخطوة الاولى في علاج هذه الامراض هو تغيير نمط الحياة ويمكن ان يكون شهر رمضان هو نقطة الانطلاق لاحداث هذا التغيير
والان نتحدث بالتفصيل عن اهم هذه الامراض وما الذي يجب على المصاب بها فعله في شهر رمضان :
الإصابة بمرض السكري والسمنة وارتفاع نسبة الكولستيرول في الدم وارتفاع ضغط الدم : نلاحظ انه في كثي من الاحيان هذه العوامل السابق ذكرها قد تتنواجد مجتمعة في نفس الشخص ولكن هذه ليست قاعدة ، وننصح المرضى الذين يعانون من هذه العوامل باتباع نظام غذائي معين يعتمد على كثير من السلطات والخضروات وتقليل النشويات والدهون
- فيمكن للمريض ان يبدأ افطاره في رمضان باحتساء الشوربة الدافئة ويتجنب تناول المخللاات والغذية المحتوية على نسبة عالية من الاملاحة ويستبدل بها السلطة الخضراء حيث تمده بالفيتامينات اللازمة للجسم ثم يضيف بعذد ذلك خضار مسلوق او مطبوخ بزيت نباتي وقليل منة الارز وقطعة من اللحم أو الدجاج المشوي
- وننصح ان تكون وجبة الافطار خفيفة لا تصل الى حد الشبع فنحن قوم لا نأكل حتى نجوع واذا اكلنا لا نشبع
- بين الافطار والسحور يمكن للمريض ان يتناول عدة وجبات خفيفة مثل قطعة صغيرة من الحلوى او تمرة او قطعة فاكهة وعلى المريض ان يتناول كميات متكررة من الماء والسوائل خلال هذه الفترة خاصة في الايام التي يكون ففيها الجو حارا حتى يعوض ما يفقده الجسم من السوائل
- ثم عند السحور يتناول سحورا خفيفا ما بين الفول والجبن والسلاطة والفواكه
- بالنسبة لمريض القلب فيمكن له ان بتناوزل بعض الحلو ولكن بكميات قليلة وان تكون كمية الدهون بها محدودة كما يسمح له ببيضتين في الاسبوع
- ولا مانع من تنماول المكسرات في حدود المعقول فيما لا يزيد عن 10 قطع حيث انها تحتوي على زيوت نباتية لا تؤثر على الكولستيرول في الدم حيث ان الكولستيرول الضار موجود في الدهون الحيوانية فقط
- ويمكن لمرضى لاقلب بل نشجعهم على لاقيام بالرياضة المنتظمة غير المجهدة لاكتساب لياقة بدنية عالية ولانقاص الوزن الى الحدود الطبيعية وافضل هذه الرياضات لمرضى القلب هي رياضة المشي لمدة 30 دقيقة يوميا او خمس مرات في الاسبوع على كحد ادنى ، واذا اراد المريض ان يمارس نوعا آخر من الرياضة فعليه ان يستشير طبيبه اولا
- في رمضان لا نشجع على النوم والكسل والخمول أثناء النهار فهذه العادة تمنع الجسم من الاستنفادة الكاملة من الصوم حيث يعطي الجسم اشارات خاطئة تؤدي الى زيادة المهخزون الدهني والسموم كما انها تؤدي الى اضطراب الساعة البيولوجية في الجسم مما يسبب تعطيل عنمل بعض الهرمونات واضطراب الجسم بشكل عام
ويعتبر شهر رمضان الفرصة الجميلة لكل مرضى القلب المدخنين للاقلاع عن التدخين نهاتئيا باعتبره احد اهم عوامل الخطورة
كذلك يعتبر شهر رمضان فرصة للابتعاد عن الانفعالات التي هي احد عوامل الخطورة حيث ان شهر رمضان يدعو الى التسامح وتهذيب النفس
ويمكننا بعد هذه النصائح العامة ان نقسم مرضى القلب من حيث الخطورة وقابلية الصيام في رمضان الى مجموعتين
المجموعة الاولى : هم المرضى الذين يتمتعون بحالة صحية مستقرة باستخدام العلاج الدوائي وبالمتابعة الطبية المنتظمة ويندرج تحت هذه المجموعة كل من :
- مرضى الذبحة الصدرية المستقرة بتناول العلاج ولا يشكون من آلام صدرية
- مرضى ضغط الدم المرتفع الذي تمت السيطرة عليه بالدواء
- حالات مرضى صمامات القلب غير الحرجة والمستقرة وليس لديهم اعراض تذكر او من يستجيب للعلاج الدوائي
- مستعملي مميعات ومسيلات الدم من ذوي الصمامات الاصطناعية
- مرضى الجلطة القلبية القديمة والتخثرات الدموية بالقلب ذوي الحالة المستقرة
- مرضى عدم انتظام ضربات القلب من النوع الحميد
هذه المجموعة من المرضى السابق تعدادهم يمكنهم الصوم بشرط الانتظام والمواظبة على تناول العلاج الدوائي على ان لا يؤثر الصيام على خطة واستراتيجية العاج وانتظام الوضع الصحي للمريض
و يمكن التنسيق مسبقا قبل قدوم شهر رمضان مع الطبيب المعالج لضبط خطة العاج أثناء شهر رمضان فيمكن تناول الدواء في الفنرة الليلية بعد الإفطار وقبل الامساك اذا كان العلاج من جرعتين ، أما اذا كان العاج جرعة واحدة فيفضل تناوله قبل الامساك ، كما يمكن تبديل بعض العلاجات الدوائية التي تؤخذ أكثر من مرة ببديل علاجي طويل المفعول يؤخذ مرة واحدة او مرتين على الاكثر
المجموعة الثانية : وهم
- المرضى الذين يعانون من آلام متكررة بالصدر ومرضى هبوط القلب الاحتقاني الذيم يعانون من التعي الشديد وضيق التنفس فهؤلاء يحتاجون لمدرات البول باستمرار
- مرضى الازمة القلبية الذين لا يستطيعون لاصوم وهو عادة من يكونون خلال الاسابيع الستة الاولى التي تعقب حدوث ازمة قلبية
- مرضى جراحات القلب خلال الستة اسابيع الاولى عقب الجراحة
- مرضى تضيق الصمامات ومرضى الاتهاب الشديد للصمامات
- مرضى عدم انتظام ضربات القلب من النوع الخبيث ولاذين يخضعون للعلاج بالادوية
- مرضى القلب الذين تتطلب حالتهم البقاء في المستشفى
- المرأة الحامل المريضة بالقلب
وأخيرا يجب التذكير ان المرضى يختلفون عن بعضهم البعض وان ما ذكرناه هو ارشادات عامة لا يمكن للمرضى القياس عليها باتنفسهم انما عليهم مراجعة الاطباء المعالجين فالطبيب المعالج هو الأدرى بحالته وهو الذي يستطيع ان يقرر امكانية الصيام من عدمه فديننا دين يسر لات دين عسر فمن رخص له بالفطر فعليه الفطر وبدون اي حرج ويطعم مسكينا عن كل يوم افطره ومن لم يؤذن له في الفطر فعليه بالصوم ..مع تمنياتنا لجميع المرضى بالشفاء العاجل وصوم مقبول للجميع