التوقف عن التدخين مُمكن عندما تتوفر المساعدة
يدرك العديد من المدخنين الآثار الصحية الضارة للتدخين، وآثاره السلبية المباشرة عليه وعلى الأشخاص الذين يعيشون من حوله. ويحاول العديد من المدخنين التوقف عن التدخين، ويتخذ القرار ويباشر بالفعل في التوقف عن التدخين، ولكن يجد الشخص نفسه يقف عاجزاً أمام رغبته الشديدة في التدخين فيعود للتدخين مرة أخرى. والحل هُنا يتمثل في سيطرة الشخص المدخن على رغبته الشديدة بالتدخين، فكلما زادت سيطرة الشخص على رغبته بالتدخين كلما زادت فرصه في ترك التدخين.
الإرادة وحدها ليست هي الحل
لقد أثبتت الدراسات أن توفر الإرادة وحدها لدى المدخن ليست هي الحل في التوقف عن التدخين، فمن بين كل مائة شخص يحاول الإقلاع عن التدخين بهذه الطريقة، ينجح ثلاثة فقط بترك التدخين. ويُعزى السبب في ذلك، إلى عدم القدرة على السيطرة على الرغبة الشديدة في التدخين، وتُصنف أنواع الرغبة المتعلقة بالتدخين إلى نوعين اثنين:
النوع الأول: الرغبة الثابتة والمستمرة، وهي أحساس الشخص المستمر بالحاجة إلى التدخين وإلى الإمساك بالسيجارة، وتكون في أوجها في الأيام الأولى عند ترك التدخين بينما تتناقص شدتها تدريجياً بعد مضي عدة أسابيع على التوقف عن التدخين.
النوع الثاني: هي الرغبة الفُجائية بالتدخين، حيث يشعر الشخص فجأة بالحاجة الشديدة إلى التدخين، ويرتبط في الغالب هذا النوع من الرغبة بوجود محفزات مثل الشعور بالحزن أو السعادة، أو التوتر، أو الشعور بالإرهاق، وتصل بعض الأحيان إلى أن يتم تحفيزها من خلال فنجان قهوة. وتنخفض حدة هذه الرغبة الفجائية مع مرور الوقت، ولكن من الممكن أن يستمر ظهورها حتى بعد مضي عدة أشهر من التوقف عن التدخين.
وللسيطرة على هذا الارتباط الشديد بالتدخين، والتخفيف بأكبر قدر ممكن من نوبات الرغبة بالتدخين، يحتاج المدخن إلى وجود وسائل مساعدة تساعده على التخفيف من حدة أعراض الانسحاب بحيث تزيد من قدرة المدخن على ترك التدخين بشكل نهائي بعد، ومن هذه الوسائل:
1- المعالجة ببدائل النيكوتين: وتوفر هذه المعالجة للشخص المُدخن مادة النيكوتين التي تُسبب له الرغبة الشديدة في التدخين، ولكن في الوقت نفسه تخلو من المواد الكيميائية الضارة الأخرى الموجودة في السجائر. وتتوفر هذه المعالجة بأشكال مختلفة بعضها مخصص لمعالجة أعراض الرغبة المستمرة والبعض الآخر لمعالجة أعراض الرغبة الفجائية.
2- الأدوية الطبية الموقفة للتدخين: يتوفر حالياً بعض العقاقير الطبية، التي تعمل كبديل عن المعالجة ببدائل النيكوتين، وعلى الرغم بأنها لا تحتوي على مادة النيكوتين، إلا أنها تساعد على إخماد الحاجة المُلحة للتدخين.
3- التغييرات السلوكية: على الرغم بأن بدائل النيكوتين والأدوية الموقفة للتدخين يساعدان بدرجة كبيرة على إخماد الرغبة الشديدة بالتدخين، إلا أنه يجب على الشخص المدخن كذلك توفير بيئة مساعدة، بالابتعاد عن المُثيرات التي تحفز لديه الرغبة التدخين.
هذا مع العلم، أنه يتعين على الشخص المُدخن استشارة الطبيب حول أفضل البدائل أو الأدوية التي تتناسب مع حالته الصحية ومدة ارتباطه بالتدخين.
وذلك تحتفي منظمة الصحة العالمية في كل عام في الـحادي والثلاثين من شهر مايو باليوم العالمي لمكافحة التدخين ، وشعار هذا العام ( صناعات التبغ مكشوفة)
ومن هنا كان التركيز من قبل وزارة الصحة في المملكة العربية السعودية على الجهود المبذولة في سبيل مُكافحة آفة التدخين خلال العديد من المبادرات ونشرها لعيادات الإقلاع عن التدخين في مختلف أرجاء المملكة لمساعدة الراغبين في ترك التدخين من خلال تقديم برامج الدعم الإرشادي والعلاجي والسلوكي مجاناً للمدخنين من كلا الجنسين.
كذلك أطلقت وزارة الصحة مبادرة ضمن برنامج مكافحة التدخين تحت عنوان “هدفنا تقول بطلت” والتي تهدف إلى زيادة الوعي المجتمعي عن الأضرار المتعلقة بالتدخين والتدخين السلبي، من خلال المنشورات والستاندات ووسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى إطلاقها بوابة الكترونية خاصة ببرنامج مكافحة التدخين.
المصادر:
1. موسوعة الملك عبد الله بن عبد العزيز العربية للمحتوى الصحي، الإقلاع عن التدخين: التعامل مع التوق الشديد له، 20 نوفمبر 2017، [نسخة الكترونية] متاح على:
https://bit.ly/2H42ib2
2. وزارة الصحة، المملكة العربية السعودية، برنامج مكافحة التدخين، حقائق ومعلومات عن التبغ، [نسخة الكترونية]، متاح على:
https://bit.ly/2xw7qoQ