هل تؤثر الأعراق على تولّد طفرات جينية جديدة لسرطان الثدي؟
الطفرات الجينية في الخليج العربي
في دراسة أجريت حديثاً عن بعض تردد الطفرات الجينية مثل (BRCA1/2) والطفرات (non BRCA1/2) توصلت الدراسة أن دول التعاون الخليجي باستثناء عُمان لا تعاني من النوع الأول من الطفرات، بينما لم يتواجد لدى الإمارات العربية أي دراسات أو معلومات حوله.
بينما النوع الثاني وهو (non BRCA1/2) ظهر له أكثر من ثلاثين تطور وتحول لهم علاقة بسرطان الثدي في منطقة الخليج العربي.
لكن ما تم اكتشافه في الدراسة أيضاً وكان ملهماً للباحثين، أن دول الخليج العربي تُظهر نسب إصابة متقدمة بمرض سرطان الثدي، ومؤشر عمرٍ أصغر للمرضى مقارنةً بالدول الغربية، مما حفز المملكة العربية السعودية على إطلاق مشروع جينيوم من أجل تحديد المؤشرات الحيوية الجديدة لسرطان الثدي في منطقة الخليج العربي، من أجل تحديد أهداف وتوجهات العلاج الجديدة بغرض تحسين المرض، وزيادة فرص الشفاء. لكن مازال هناك حاجة لدراسة وبائية جنية واسعة النطاق في الخليج العربي، وتوفير طرق لزيادة دقة النتائج المتعلقة بالمتغيرات الجينية الخاصة بالنوعين السابقين في منطقة الخليج العربي تحديداً.
توصيات الدراسة
يجب إنشاء مراكز متخصصة في تقديم الاستشارات الجينية في منطقة الخليج العربي لمعرفة الأشخاص الذين يحملون الطفرات الوراثية الجينية المؤهلين للإصابة بسرطان الثدي من أجل تفاديه قبل وقوعه وتقليل فرص تناقله عبر الأجيال.
ما المقصود بمشروع جينيوم؟
الجينيوم، هو مشروع فهرسة جينية، أي إدراج التغيرات الجينية التي تحدث بشكل جماعي لعرقيات محددة عبر أنحاء العالم، هذه الفهرسة متطورة بشكل أكبر لدى الأجانب بينما في العالم العربي هي مازالت تعاني من الكثير من المجاهيل والغياب للحقائق والتأكيدات.
ومشروع جينيوم الذي أطلقته المملكة العربية السعودية هو أحد أكبر التحديات التي قررت المملكة خوضها هي وبعض دول الخليج، من أجل معالجة النقص المعلوماتي في هذا المجال، يتم في هذا المشروع استخدام تقنيات الجيل الثاني (Next Generation Sequence) هذه التقنية تعمل على توفير بيانات تساعد في معرفة التغيرات التي قد تطرأ على الأجيال القادمة.
الجينيوم ليس حديثاً، بل نحن امتداد لطفرات كثيرة تولد عنها السكان الحاليون، تتغير السلالات وتسود بعض الصفات التي استطاعت التغلب والبقاء رغم التحديات التي تواجهها، وتظهر أنماط عرقية وصفات مخصصة وِفق هذه الطفرات الجينية.
ما الهدف من مشروع جينيوم؟
- يهدف هذا المشروع لدراسة هل تتوافق التغيرات في المملكة بشكل خاص، وفي المنطقة الخليجية بشكل عام مع أعراق أخرى؟
- وأيضاً معرفة الأمراض التي ستشيع بسبب هذه التغيرات الجينية؟
- والأهم معرفة هل تؤثر هذه الطفرات على ازدياد أمراض معينة كما تفعل في سرطان الثدي؟ وكيف يمكن التعامل وبناء الأدوية والعلاجات المستقبلية بناءً على هذه الطفرات؟
يمكن القول أن الوراثة المشتركة تؤثر على20% من سكان الأرض وتضع أعباءً اقتصادية كثيرة على الدول، وفقاً لقواعد البيانات الوراثية هناك 3500 نوع مازال مجهولاً غير معروف التأثير على المستوى المستقبلي. وهذا المشروع يهدف لوضع مخططات علاجية عقلانية تضمن المستقبل وتقلل من الأمراض وتقلل بالتالي الأعباء المالية على الدول ومنها السعودية.
ما الذي شجع الدول ومنها السعودية على برامج الجينيوم؟
سابقاً كانت برامج الجينيوم ذات تكلفة عالية، لكن منذ عام 2007 إلى الآن انخفضت التكلفة فبعد أن كان 1 جيجا بايت من المعلومات يحتاج إلى أربع سنوات وكان أول سلسلة جينيوم بشري تحتاج 10 سنوات بتكلفة مالية تقدر ب 3 مليارات دولار، أصبحنا يمكن أن تنشئ اليوم بتكلفة لا تتعدى بضعة آلاف دولار وخلال ساعات قليلة. التقنيات الحديثة عززت القدرة على جمع المعلومات والاحتفاظ بها وتوليدها.
الخلاصة
البشر يمكن تصنيفهم وِفق بعض الصفات الشكلية والتشريحية الظاهرة، الجينات التي تنتقل عبر الأعراق هي التي تتسبب في سيادة صفات معينة لبعض الأعراق واختفاء صفات أخرى.
لكن لا يتم هذا في النواحي الإيجابية فقط، فكما أوضحنا سابقاً أن الوراثة بدأت تُظهر تأثيرها في العالم العربي وفي منطقة الخليج خاصةً فيما يخص مجال سرطان الثدي. ومن يعلم ما هي الأمراض المستقبلية التي قد تحملها لنا هذه التغيرات والطفرات الجينية.
60% من الزيجات السعودية هي زيجات أقارب مما جعل الأمراض الجينية تظهر مبكراً وأثرت بشكل فعلي على 8% من المواليد الجدد.
المصادر
جينيوم المشروع الوطني السعودي
http://shgp.kacst.edu.sa/site/
الخليج العربي وأثر زواج الأقارب على تطور جينات سرطان الثدي، 2018، جين
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/29777908
1000 مشروع عربي جيني لدراسة سكان الإمارات، 2018، مريم العلي وآخرون