قشر الرأس ….تساؤلات وحلول

قشر الرأس ..تساؤلات وحلول

هل يعتبر قشر الرأس مرضا ؟

–باعتبار أنه يسبب ضيقا نفسيا وحرجا اجتماعيا لدى المصاب به أمام الآخرين يعتبر مرضا وباعتبار أن  توابعه كالحكة التي يحدثها المصاب به تؤدي إلى العدوى الثانوية بالبكتيريا  والفطريات والخمائر يعتبر كذلك مرضا

–وباعتبار أنه تكوين طبيعي في الجسم لا يعتبر مرضا فليس هناك أحد خالٍ من قشر الرأس فتكوين قشر الرأس أمر فسيولوجي عادي لكن تضخمه وحدوث عدوى ثانوية بالبكتريا والفطريات هو المشكلة التي سنحاول أن نتطرق لها

ما هي أسباب قشر الرأس؟

    قبل أن نتطرق إلى اسباب قشر فروة الرأس يجب أن نفهم  – وكما ذكرنا –  أن تكون القشر ظاهرة طبيعية إذا لم تتجاوز حدودها الطبيعية أيضا لأن فروة الرأس مغطاة بطبقة من الخلايا الكيراتينية التي تتجدد باستمرار وتسقط ليحل محلها خلايا أخرى ، وهذا التجديد والإحلال ينتج عنه تساقط للخلايا الميتة ، وتتجمع هذه الخلايا بسبب التصاقها بفعل الإفرازات الدهنية الموجودة طبيعيا أيضا مما ينتج عنه شكل القشر الذي نعرفه.

صورة تبين تركيب الجلد والطبقة الكيراتينية

 إذا كان الأمر كذلك فما المشكلة؟

تكمن المشكلة في ظهور هذا القشر بالشكل المزعج الذي نراه

و الصور التالية (a-b-c)تبين لك ثلاث مراحل من القشرة كل مرحلة أشد من التي قبلها

فما سبب ظهوره بالشكل المزعج إذا كان الأمر طبيعيا؟

إن القشر الأولي الذي يتكون فسيولوجيا هو قشر دقيق وصغير جدا في حجمه ويفترض أنه لا يظهر ولا يشكل أي نوع من المشاكل إذا كانت الرأس تغسل بصفة يومية أو لو كان الإنسان يأخذ حماما دافئا مرة واحدة يوميا أما إذا تركت الفرصة للقشر ليتجمع في حالة عدم غسل الشعر بصفة يومية  فسوف يبدأ في الظهور

إن  طبقة الخلايا التي في أعلى مكان من الجلد تسمى طبقة الخــلايـــا الكراتينيــة Keratin layer وهذه الطبقــة هي تجمع لخلايا ميتة حسيا وهذا من رحمة الله إذ لو لم تكن هذه الخلايا ميتة حسيا لما استطاع الإنسان أن يتحمل ملابسه التي يرتديها على جسمه وهذه الطبقة تتجــدد بصفــة مستمــرة و يتم إحلالها باستمرار وتسقـط ليحــل محلهــا خلايــا أخــرى قوية وحية وهكذا مسببة تساقط القشر الدقيق الذي ذكرناه ولكن مع طول الشعر وزيادة الإفرازات الدهنية والنشاط الهرموني بعد البلوغ  تتجمع هذه القشور الدقيقة لتشكل القشر المعروف الذي نراه

ويرتبط ظهور قشر الشعر بعدة عوامل منها :

–ترك الشعر لمدة عدة أيام بدون غسيل.

–يزداد عند أصحاب البشرة الدهنية عن غيرهم .

–يزداد تكون القشر في فصل الشتاء عنه في الصيف.

–يزداد كلما تقدم السن فلا نجده عنده الأطفال ولو وجد عند الأطفال يجب اعتباره ظاهرة مرضية تحتاج إلى طلب الفحص عند أخصائي الأمراض الجلدية .

–يزداد إذا استعملت منظفات وشامبوهات بها مكونات مهيجة لفروة الرأس ، وهذا الأمر نسبي إذ قد تهيج بعض الشامبوهات فروة الرأس عند أناس ولا تفعل ذلك مع آخرين.

–يزداد تكون القشر كلما ازدادت كثافة الشعر وزاد طوله.

–وتتهم الأغذية المحتوية على مواد حريفة كالتوابل والبهارات والشطة والمياه الغازية بزيادة تكوين القشرة على اعتبار أنها تزيد من وصول الدم إلى الغدد الدهنية فتزيد من نشاطها.

–كما أن حك الرأس يكون عند بعض الناس عادة عصبية ( NEUROTIC TRAIT) فتتسبب هذه العادة في تهيج فروة الرأس وبالتالي زيادة تكون القشرة.

–وكذلك الاستعمال المشترك لأمشاط وفرش الشعر وأغطية الرأس  وأغطية الوسائد مع شخص مصاب بالتهابات وعدوى بكتيرية ناتجة عن عدم علاج قشر الرأس يتسبب في انتقال العدوى إلى الشخص الجديد .

بعض الحالات المرضية التي يزداد فيها قشر الرأس:

–يزداد تكون القشر في بعض الحالات المرضية مثل التهاب الجلد الدهني أو ما يسمى بإكزيما الجلد الدهنية ( seborrheic dermatitis) وفي هذه الحالة يكون القشر على فروة الرأس وخصوصا مقدمة الرأس-  أو منطقة التاج( Corona) والمسماة بهذا الاسم باعتبار أنها المنطقة التي كانت توضع عليها التيجان في الماضي – وشعر الحاجبين ورموش العين وشعر الصدر وغيرها.

–كما يزداد عند نقص فيتامين (أ) في الجسم ، وهذا النقص يسبب عددا من الظواهر المرضية الجلدية منها جفاف الجلد وزيادة القشرة كما يؤثر على العين تأثيرا بالغ الخطورة

–وكذلك يزداد قشر الرأس عند الإصابة بأمراض جلدية أخرى منها  القراع العسلي وبعض الأمراض الفطرية وداء الصدفية والذئبة الحمراء وغيرها وكل هذه الأمراض تحتاج إلى أن تفحص بواسطة أخصائي الأمراض الجلدية ولها تفصيل في موطن آخر.

الوقاية والعلاج :

–استخدم الصابون العادي بدلا من الصابون المحتوي على الكثير من المواد الكيميائية المضافة لإضفاء الرائحة الزكية.

–استخدم الماء الفاتر أو الدافئ بدلا من الماء الساخن في غسل الرأس.

–قم بتسريح الشعر بلطف وبدون عنف وبأمشاط وفرش رؤوسها غير حادة أو مدببة.

–اغسل رأسك يوميا بالماء الدافئ (الفاتر) قبل النوم.

–غير أغطية الوسائد بصفة يومية.

–قم بتغييرغطاء الرأس بصفة يومية أو بحد أقصى كل يومين و لا تلبسه لأكثر من يوم أو يومين (طاقية –عمامة- حجاب – كاب..).

–لا تتشارك مع الآخرين في أدوات تصفيف الشعر أو أغطية الرأس.

–غيِّر العادات المتأصلة كعادة حك الشعر فكلما ابتعدت يدك عن رأسك كلما قلت فرص تكون القشر وقلت أيضا فرص التلوث وحدوث العدوى.

–تناول أقراص فيتامين (أ) وفيتامين ( بي ).

–إذا انتهت مشكلة القشرة عند هذا الحد السابق من النصائح فيجب أن تعلم أنها ستعود مرة أخرى بمجرد تركك لتنفيذ هذه النصائح وهذا يعني أن تنفيذك لهذه النصائح سيكون بصفة دائمة.

–ولكن إذا كانت القشرة كثيفة جدا أو صاحبها حدوث مضاعفات أخرى مثل العدوى وزيادة الفطريات  والبكتريا أوتكونت أكياس وحويصلات صديدية وجروح بفروة الرأس فإن هذا يستدعيك لطلب الفحص عند أخصائي الأمرض الجلدية فهناك أدوية وغسولات وصابون وشامبوهات خاصة للتعامل مع كل حالة على حدة حسب تشخيص الطبيب وليس من المناسب أن نقوم بكتابة أسماء بعض الأدوية والعلاجات كما تفعل مواقع أخرى لأنه من المفترض أن لا تؤخذ أي وصفات علاجية من خلال مواقع على الإنترنت حيث يحتمل أن يكون ضررها أكبر من نفعها وما قد يصلح مع قارئ بالتجربة قد لا يصلح مع الآخر.