الولادة الطبيعية …ماذا تتوقعين؟
الولادة الطبيعية …ماذا تتوقعين؟
الأيام الأخيرة قبل الولادة :
- قبل أن يحين موعد الولادة بيوم أو ربما بعض الأيام تبدأ عضلات الرحم في الانقباض مسببة ما يسمى بآلام ما قبل الولادة أو ما يسمى عند كثير من النساء بالطلق ولكن هذه المرحلة تكون فيها الانقباضات غير منتظمة ولكنها تكون تنبيها للمرأة أن موعد الولادة قد اقترب جدا
- ورغم أن السبب والمحرك لهذه الانقباضات لايزال غامضا إلا أن البحوث العلمية أثبتت حدوث زيادة فى هرمون ” البروستاجلاندين ” الذى يلعب دورا كبيرا فى حدوث انقباضات الرحم واتساع عنق الرحم ، ويفرز هذا الهرمون من الأغشية والكيس الذى يحيط بالجنين ، ولذلك يستخدم الأطباء هذا الهرمون أحيانا كدواء على هيئة لبوس مهبلى موضعى يسمى ” البروستين
- وقد يحدث عند كثير من النساء نزول سائل تسميه النساء بالماء او بالعلامة ولكن ليس بالضرورة أن يحدث هذا عند كل النساء
مراحل الولادة:
المرحلة الأولى : ( مرحلة انقباضات الرحم فيما قبل خروج الجنين)
- يبدأ الرحم في الانقباض بصورة منتظمة حيث تزداد سرعة وقوة الانقباضات ويتقارب زمن الطلقات بخلاف الصورة غير المنتظمة التي كانت عليها الانقباضات في اليومين السابقين للولادة ، حيث تدرك المرأة أنها بالفعل قد دخلت في مرحلة جادة من الولادة ، وعادة ما تستغرق هذه المرحلة نصف يوم تقريبا في الولادات البكرية وأقل من ذلك في الولادات التالية.
- تهدف هذه الانقباضات القوية والمنتظمة والمتتابعة الى دفع الطفل الى الأسفل والى توسيع فتحة عنق الرحم استعداد لخروج الطفل
- هذه الانقباضات مؤلمة لجميع النساء بدون استثناء ولكن تزداد هذه الآلام في حالة الولادات البكرية وعند من لا يعرفن ثقافة التعامل مع هذه الانقباضات حيث تنصح النساء بأخذ أنفاس عميقة ومتتابعة وهي استراتيجية تخفف بعض الألم.
- في هذه المرحلة يكون عنق الرحم بعيدا وعاليا ثم يزداد اقترابا ونزولا وتوسعا الى ان يصبح قريبا من فتحة المهبل تمهيدا لإخراج الوافد الجديد الى العالم الخارجي
- لا ينصح في هذه المرحلة بالدفع أو ما يسمى بالعامية ( الحزق ) في الفترات التي لا تحدث فيها انقباضات تجنبا لحدوث تمزق في عنق الرحم
- في البداية يكون عنق الرحيم سميكا وطويلا وشبه مغلق ثم يبدأ في التغير ليصبح اقل سمكا تدريجيا ويزداد في القصر وفي الانفتاح او التوسع التدريجي ليصل أقصى توسع له عندما تكون فتحة عنق الرحم 10 سنتيمترات كما يزداد اقترابا كما قلنا من الأسفل
- مع الانقباضات المتكررة والمتتابعة للرحم يزداد توتر غشاء السائل الأمنيوسي الذي يُطِّلُ جزء منه بارزا من خلال فتحة عنق الرحم حتى تحدث لحظة ينفجر فيها هذا الغشاء مسببا اندفاعاً مفاجئاً وقوياً للسائل الأمنيوسي ، وقد يكون خروج هذا السائل في كثير من الأحيان مسهلا وحافزا قويا لخروج الرأس
المرحلة الثانية : مرحلة خروج الطفل
- تبدأ هذه المرحلة عندما يتوسع عنق الرحم الى الحد الأقصى ( 10 سم ) كما قلنا حيث يكون عنق الرحم في أرق سمك له ( يعبر عنه في المصطلحات العملية والعامية بأنه في سمك ورقة السيجارة ) ، حينئذ تكون الانقباضات قد بلغت قوتها القصوى .
- وتجد المرأة نفسها تتفاعل ذاتيا أو بتشجيع المرافقين حيث يتمثل هذا التفاعل في الدفع أثناء الطلق ، وتشعر المرأة بنزول الرأس في قناة عنق الرحم ويتمثل هذا الشعور عند كثير من النساء برغبتهن في التبرز ، وهذا الشعور ناتج عن نزول الرأس وشغلها لمنطقة قناة عنق الرحم تماما مما ينتج عنه ضغط على المستقيم محدثا الإحساس بالحاجة الى التبرز ، بل بالفعل في هذه اللحظات ( لحظات نزول الرأس ) تتبرز كثير من النساء اللاتي لم يجهزن قبل الولادة بحقنة شرجية لتفريغ ما في الأمعاء الغليظة .
- ولذلك فمن المفيد جدا تجهيز المرأة قبل الدخول في الولادة بتفريغ المثانة البولية بقسطرة وتفريغ المستقيم بالحقنة الشرجية حتى لاتحدث أي إعاقات أو تأخير للولادة.
- ان اللحظة التي تسبق نزول الرأس مباشرة هي لحظة من أصعب وأشد اللحظات ألماً عند المرأة حيث تكاد المرأة تظن أن روحها ستفارق البدن ، ثم تحدث الانفراجة الكبرى بخروج الرأس تتبعها الرقبة ثم الكتف ثم الجذع ثم بقية الجسم.
- إن دور القابلة او من يقوم بالتوليد هي التلاؤم مع الميكانيكية الطبيعية التي أودعها الله وعلمها للجنين حين نزوله والتناغم معها وسحب الرأس ثم العنق ثم توليد الأكتاف بنفس الطريقة
- من المهم جدا في هذه المرحلة أن يقوم القائمون بالتوليد بدعم support منطقة العجان أثناء الطلق و نزول الرأس وخروجها منعاً لحدوث تمزق في منطقة العجان أو عنق الرحم أو حدوث سقوط رحمي مهبلي.
المرحلة الثالثة : مرحلة ما بعد نزول الجنين
- تتمثل هذه المرحلة في فترة هدوء تتراوح بين 5-15 دقيقة حيث تتولد خلالها بعض الانقباضات تنزلق معها المشيمة ( الخلاص ) Placenta لتنتهي بذلك مراحل الولادة
- ومن المهم جدا أن تنظر من تقوم بعملية التوليد في المشيمة بعد خروجها وتتأكد أنها كاملة الأغشية وأنه لاتوجد أي بقايا للمشيمة لم تنزل بعد.
دور مقدمي الخدمة الصحية :
إن عملية الولادة عملية ارادها الله لاستمرار الجنس البشري ولذلك فإن هذه العملية ستتم سواء حدث تدخل ومساندة من الآخرين أم لم يحدث ولكن يكمن دور مقدمي الخدمة الصحية في تثقيف وتوعية المرأة بما يدور وسيدور أثناء الولادة ومحاولة إنجاز عملية الولادة بأقل ألم ممكن والخروج منها بدون مضاعفات أو مشاكل قدر الإمكان ، وتتلخص عملية التثقيف والتوعية الصحية فيما يلي:
- يجب أن تفهم المراة الحامل أن الله قد هيأها لتنجز عملية الولادة بكل نجاح ، ويجب أن يترسخ هذا المفهوم لديها وأن تكتسب الثقة في نفسها في أنها قادرة على إتمام هذه العملية مثلها مثل ملايين النساء منذ بدء الخليقة
- يجب أن تتفهم المرأة أن النساء في الزمن الذي سبق زمنها أي زمن أمها وجدتها – كن يلدن رغم قلة وسائل العناية والرعاية الصحية فما بالها بالولادة في وجود الوسائل الحديثة الحالية من الرعاية والعناية الصحية فلتطمئن معتمدة على الله في أنها ستنجز هذه المهمة بنجاح.
- أثناء الولادة تنصح المرأة بأخذ الأنفاس العميقة وذلك كأحد الإجراءات المعينة على التغلب على الألم المصاحب لطلق الولادة
- يجب أن تتفهم المرأة أن الألم المصاحب للطلق هو علامة إيجابية ودليل على سلامة وتماسك أنسجة الرحم
- كما يجب ان تفهم المرأة أن الطلق هو وسيلتها المعينة والمؤدية الى نزول وخروج الطفل من بطنها الى العالم الخارجي فلتستوعب المرأة هذا المفهوم وتنظر الى ألم الطلق بنظرة إيجابية ، وتقدر قيمة هذا الطلق فبدونه لن يستطيع الرحم أن يلفظ الجنين الذي يريد الخروج الى العالم الخارجي أبدا ، وإذا فقدت المرأة نعمة الطلق فستكون مصيبة عظمى قد يضطر معها الأطباء الى التدخل الجراحي لإخراج الجنين.
- من المفيد جدا أن تفهم المرأة أنها تحتاج الى أن تساعد نفسها بالدفع أثناء وجود الطلق الحقيقي ، ومن المفيد جدا أيضا أن يكون هذا الدفع مقتصرا على الوقت الذي تكون فيه الطلقة حاضرة ، وعليها أن تتجنب الدفع أثناء عدم وجود الطلق حتى لا يحدث تمزق في عنق الرحم أو تكون عرضة فيما بعد للسقوط الرحمي المهبلي.
- يجب أن تفهم المرأة أن أصعب لحظات الولادة وأحرج لحظاتها هي أهم لحظاتها وأكثرها فائدة فهي اللحظات التي تمر فيها الرأس داخل قناة عنق الرحم ومنها الى الخارج وهي اللحظات التي تشعر فيها المرأة بالحاجة الى التبرز.
- ينصح المرافقون للمرأة أو الفريق القائم بالتوليد بعمل قسطرة بولية وحقنة شرجية قبل الدخول في مرحلة الولادة وذلك لتفريغ البطن وإعطاء الفرصة الكاملة لنزول الجنين وإعطاء الرحم كامل فرصته للانقباضات المثالية القصوى.
- قد يقوم الفريق المشرف على الولادة بإعطاء بعض النساء عقاقير مخففة للألم مثل عقار البيتيدين وذلك إذا وجد الفريق مصلحة أكيدة في ذلك تجنبا لدخول بعض النساء اللاتي لا يتحملن الألم في صدمة عصبية من الألم المفرط وهذا أمر يقدره الفريق المشرف على الولادة وليس بالضرورة أن يكون قاعدة متبعة.
- إن الانقباضات الرحمية المثلى هى التى تؤدى إلى إتساع عنق الرحم ، ويجب ألايقل عددها عن ثلاثة كل عشرة دقائق .. ومدة الانقباضة الواحدة يجب أن تصل إلى دقيقة كاملة .. أما إذا كانت الانقباضات أقل فى العدد أو فى المدة ،فيمكن التدخل بمحاليل وأدوية معينة ولكن ضمن ضوابط معروفة لدى الأطباء
- اذا كان الطلق قويا فمن المفترض أن ينتج عن هذه الانقباضات توسع في فتحة عنق الرحم وهذا الدور يراقب من قبل الفريق القائم بالتوليد ، فإذا وجد الفريق أن الانقباضات ممتازة ولكن لم يحدث توسع لعنق الرحم فهذا أمر يستدعي التدخل السريع وتحليل الموقف بدقة وبسرعة لاتخاذ القرار المناسب والذي يكون في الغالب اللجوء الى العملية القيصرية
- في كثير من الأحيان وخصوصا في الولادات البكرية بل يكاد يعتبر أصلا وقاعدة ذهبية للوقاية من تمزق العجان يلجأ القائمون على التوليد الى إجراء الشق العجاني episiotomy وهذا يعتبر اجراءً وقائيا ممتازا
- بعد ولادة الجنين – وقبل نزول المشيمة- يقوم فريق التوليد بإعطاء حقن تحدث انقباضا في الرحم وتساعد على خروج المشيمة وتمنع حدوث نزيف فيما بعد الولادة.
- تنصح المرأة بعد الولادة بإجراء تمارين كيجل لتقوية عضلات العجان
- تنصح المرأة بوضع الطفل وتقريبه من ثدييها بعد اللحظات الأولى للولادة وذلك يريح كلا من المرأة والطفل كما يفيد الطفل بالمواد المناعية العظيمة الموجودة في الحليب الأولي للمرأة المسمى بلبن المسمار ( colostrum )