الوقاية من الإسهالات والتسمم الغذائي في الحج
الوقاية من الإسهالات والتسمم الغذائي
الأستاذ الدكتور مصطفى شبيكة
استشاري الباطنة والجهاز الهضمي
مستشفى الأطباء المتحدون
قال تعالى : وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) سورة الحج
يفد إلى المملكة العربية السعودية في موسم الحج سنوياً أكثر من مليوني مسلم من شتى أطراف الكرة الأرضية كل له سلوكه الخاص وكل له عاداته وقد يكون منها الخاطيء أو الصالح .
أيام قليلة تفصل المسلمين عن موسم الحج ، إلا أن تلك التجمعات المهولة والأعداد الكبيرة للحجاج في هذا الموسم المبارك قد تكون بيئة خصبة للأمراض بعضها ناتج عن التجمعات، وبعضها الآخر ناتج عن المجهود أثناء أداء المناسك.
وتتوقف الإصابة بالأمراض على الحالة الصحية للشخص، والعمر، وأسباب أخرى وإليك أبرز الأمراض والإصابات الشائعة في موسم الحج.
النزلات المعوية
الأعراض الأولية للنزلة المعوية هي الإسهال (غير الدموي ) ، الغثيان ، القيء ، بعض التشنجات في البطن المصاحبة للإسهال ، حمى خفيفة وقشعريرة ، صداع وآلام في العضلات مع الشعور بالتعب. قد يكون القيء موجوداً وقد لا يكون.
عادة ما تستمر الأعراض حوالي 2 إلى 5 أيام ثم يبدأ بعدها التحسن.وتعتبر النزلة المعوية حادة غذا وجدنا أن الشخص لديه علامات الجفاف و هذه تعتبر من حالات الطوارئ .
أما الأطفال المصابون بنزلات معوية فعادة ما يصابون بإسهال ولكن قد توجد بعض الأعراض الاخري مثل رفض الأكل أو الشرب أوالتلهف لشرب الماء أو نقص أو انعدام كمية البول التي يدرها الطفل المصاب. كما فقدان الوزن والخمول يعتبران أيضاً من علامات الجفاف .
الغالبية العظمى من العوامل المسببة للنزلات المعوية سواء الفيروسية أوالبكتيرية معدية وعادة من خلال تلوث الطعام أو المياه . بالإضافة إلى أنها يمكن أن تنتقل من شخص إلى آخر .وهناك بعض المسببات القليلة ليست معدية مثل الحساسية الغذائية.
غالبية المرضى يمكنهم نقل جميع العوامل المسببة من فيروسات وبكتيريا للأشخاص الآخرين عن طريق الاتصال المباشر وغير المباشر وعادة عن طريق الفم و البراز فالاتصال المباشر يكون بلمس يد الطفل للأسطح الملوثة بالبراز ثم لمس شخص آخر ، أما الاتصال غير المباشر فيكون بلمس مقابض الأبواب الملوثة خاصة في أماكن الازدحام ثم وضع اليد علي الفم. كما ان هناك طريقة أخرى شائعة لنقل العدوى هي بتناول اطعمة و اشربة ملوثة .
معظم المرضى المصابون بالنزلة المعوية لا يتطلبون أي علاج. حيث ان أهمُّ نقطة في العلاج هي تَعويض الجسم عما يفقده من سوائل ولهذا فعلى المصاب الإكثار من شرب الماء والسوائل لمنع حدوث الجفاف.
وفي حال ازدياد شدَّة الإسهال والقيء وظهور علامات الجفاف فعلى الحاج مراجعة المستشفى او اقرب مركز صحي بمنطقة المشاعر فوراً، حيث سيُعطى المصاب بالجفاف محاليل مغذِّية عن طريق الوريد, كما يُعطى أيضاً محلول الجفاف.
يمكن وصف بعض الأدوية للحد من أعراض النزلة المعوية واللحد من التقيؤ ، وقد يصف البعض الآخر أدوية لإبطاء الإسهال في حين أن البعض الآخر لايحبذ ذلك لأنها قد تطيل المرض. إذا لم يصب المريض الجفاف فإن الأعراض ستتوقف بسرعة .
ينبغي علي المريض أن يري الطبيب إذا استمرت أعراض النزلة المعوية أكثر من 36 ساعة ، أو إزدادت شدة الأعراض ( الحمى أعلى من 38.5 درجة مئوية أو أكثر ) أوحدوث إسهال دموي أو آلام مستمرة في البطن أو ظهور أعراض الجفاف التي هي انخفاض كمية البول ، جفاف الأغشية المخاطية ، جفاف الفم أو الجلد ، الضعف ، الدوخة و انخفاض ضغط الدم.
بشكل عام هناك بعض الإجراءات التي يجب القيام بها لمنع أو تقليل فرصة الإصابة بالنزلة المعوية منها غسل اليدين خاصة قبل وبعد تناول الطعام أو أي ارتباط وثيق مع أشخاص مصابين و بقدر الإمكان تجنب الاتصال المباشر مع الأشخاص المصابين وعدم تناول الأطعمة غير المطبوخة جيدا وخصوصا اللحوم والأطعمة النيئة أو المياه والسوائل غير المعالجة والحليب غير المبستر بالإضافة إلى ذلك، هناك تطعيم (مصل) مضاد لفيروس الروتا وهناك لقاح ضد البكتيريا المسببة للكوليرا لكنها ليست متاحة على نطاق واسع .
تمنياتنا لحجاج بيت الله الحرام بموفور الصحة والعافية.