كوكب الأرض يعاني!
مع التطور العمراني الهائل والتضخم السُكاني الكبير، وحاجة الإنسان المتزايدة إلى الحصول على الموارد الأساسية للوفاء بمتطلبات الحياة، يتعرض كوكب الأرض للاستغلال الكامل، من حيث استخراج جميع موارده من زيوت ومعادن ومياه، وقطع الأشجار، وقتل الحيوانات. مما يدق ناقوس الخطر، بأن هذه الموارد تُستنفذ الأمر الذي يُهدد بقاء البشرية بأسرها على هذا الكوكب.
وتُناقش العديد من المنظمات والجهات الدولية والمحلية أهمية اتخاذ اجراء من أجل حماية البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية.
بيد أن المعرفة والكلام وحدهما لن يكونا الحل الأمثل لمواجهة التحدي الهائل الذي يواجه البشرية.
فمسؤولية الحفاظ على كوكب الأرض، وعلى موارده الطبيعية، هي مسؤولية فردية، ومجتمعية ودولية. على الرغم من اعتقاد الكثير من الناس، أن المشاكل والأخطار التي تتعرض لها البيئة تنطوي فقط على نفاذ الموارد الطبيعية، وتلوث البيئة، وإزالة الغابات، وفصائل النباتات والحيوانات المهددة بالانقراض، والتي تعتبر جميعاً قضايا دولية كبيرة تحتاج إلى تدخل الحكومات والمنظمات لحلها، وبالتالي لا يكون دور للأفراد في علاجها أو الحد منها.
والحقيقة أن كل فرد يقطن على كوكب الأرض، بإمكانه اتخاذ خطوات بسيطة، من شأنها أن تحمي بقدر كبير البيئة المحيطة به وبمن حوله، وتساعد في الحد من الأخطار التي تتعرض لها البيئة. فعند وجود الوعي الكافي لدى كل فرد بأهمية دوره بالحفاظ على البيئة، لن يتردد في القيام بما يلزم للقيام بهذا الدور على أفضل وجه.
تغييرات بسيطة تحمي البيئة بدرجة كبيرة
ثمة العديد من الطرق البسيطة التي من شأنها أن تحمي البيئة بدرجة كبيرة، كل ما نحتاج إلى القيام به، هو الانتباه إلى عادتنا اليومية وإجراء تغييرات بسيطة في أنماط عيشنا، والمساهمة في الجوانب البسيطة التي لها أثر فعلي في الحفاظ على البيئة، على سبيل المثال:
زراعة الأشجار: لا تحتاج إلى جهد كبير، وباستطاعة الفرد زراعة شجرة واحدة كل شهر في المناطق المحيطة بسكنه، فهي تحافظ على تنقية الهواء وتضفي نواحي جمالية للمناطق المحيطة.
السيارات: التقليل من استخدام السيارات قدر الإمكان، والذهاب إلى الأماكن القريبة سيراً على الأقدام، ففي كل مرة يمتنع فيها الفرد عن استخدام سيارته يكون قد ساهم مساهمة مباشرة في تخفيف تلوث الهواء، وتقليل استخدام الوقود وبالتالي تقليل الإنفاق. ومن ناحية أخرى، يجب الحفاظ على الصيانة الدورية للسيارات، فكلما كانت حالة الصيانة العامة للسيارة أعلى كلما كان انبعاثات الدخان الملوث للبيئة منها أقل.
الحفاظ على المياه: تبدأ مسؤولية الفرد في الحفاظ على الماء من الاستخدام المنزلي، بعدم ترك الحنفيات مفتوحة، والاقتصاد في استهلاك المياه داخل المنزل بشكل عام. ومسؤوليته خارج المنزل، الحفاظ على موارد المياه الطبيعية بعدم رمي النفايات والمواد الضارة في الأنهار أو على شاطئ البحر، وعدم ترك القمامة والمخلفات البلاستيكية عند الذهاب للتنزه بالقرب من الموارد المائية.
المركبات الكلوروفلوروكربونية: يعد استخدام المنتجات الخالية من المركبات الكلوروفلوروكربونية CFC-Free أصبح أكثر رواجاً في الوقت الحالي، حيث قامت العديد من البلدان بحظر استخدام هذه المركبات نظراً لضررها الشديد على البيئة. وتدخل هذه المركبات في صناعة العديد من المنتجات منها، أنظمة التبريد والتكييف، والثلاجات، وتدخل كذلك في صناعة بعض مواد التجميل.
الطاقة: ثمة العديد من الأجهزة والمعدات الكهربائية التي يقوم المرء باستخدامها بشكل يومي، وتغيير بعض السلوكيات من شأنه أن يعمل على توفير الطاقة بقدر كبير، مثل إطفاء الأنوار والمراوح والمكيفات قبل مغادرة الغرفة، وعدم ترك الأجهزة الكهربائية في وضع التشغيل إلا عند وجود من يقوم باستخدامها، مثل التلفاز، وجهاز الكمبيوتر، والمذياع، وأجهزة التسجيل. فعلى الرغم من بساطة هذه الأفعال فإنها تعمل على ترشيد الطاقة وتخفف في الوقت نفسه من عُمر الاستهلاك لهذا الأجهزة.
التدوير وإعادة الاستخدام: يُعد التقليل من استخدام المواد البلاستيكية من أهم الأمور الواجب اتباعها لأنها تشكل الخطر الأكبر على البيئة نظراً لعدم قابلية تحللها. وثمة العديد من المنتجات التي بإمكان الفرد استخدامها بدلاً عن البلاستيك مثل الأكياس الورقية والكرتونية بدلاً من الأكياس البلاستيكية، وشراء المنتجات القابلة لإعادة الاستخدام مثل العبوات الزجاجية بدلاً من العبوات البلاستيكية.
وفي الوقت الذي تبدو فيه هذه الأمور بسيطة ويسهل تطبيقها بشكل كامل من جميع الأفراد في منازلهم، فإن أثرها على البيئة يتجاوز بكثير هذه البساطة. ويجب دعم هذه المبادرات الفردية عن طريق التوعية الاجتماعية حول أهمية الحفاظ على البيئة، والمخاطر الجسيمة التي يتعرض لها كوكبنا، وحول مسؤولية كل فرد في القيام بدوره في هذا الصدد.