الملاريا: 200 مليون إصابة و600 ألف ضحية سنوياً

الملاريا: 200 مليون إصابة و600 ألف ضحية سنوياً

الملاريا مرض فتاك تسبّبه طفيليات تنتقل بين البشر من خلال لدغات أجناس بعوض الأنوفيلة الحامل لها.

ملاريا (بالإنجليزية: Malaria) أصلها الكلمة اللاتينية malus aria وبالإيطالية mala aria أي الهواء الفاسد إشارة إلى توالد بعوض الملاريا في المستنقعات والمياه الراكدة. كان القدماء يعتقدون أن الملاريا ينقلها هواء المستنقعات. لهذا كان الإنجليز يسمونها حمى المستنقعات (بالإنجليزية: swamp fever) والعرب يطلقون عليها البُرداء لأنها تسبب الرعشة الشديدة.

تاريخ الملاريا

تكشف المراجع الصحية والتاريخية العالمية أن عمر المرض أكثر من 4000 عام، ويعود أقدم سجل للمرض إلى عام 2700 ق.م في الكتابات الصينية القديمة، كما عرفت الملاريا على نطاق واسع في اليونان منذ القرن الرابع ق.م مثل كتابات أبقراط، وذكرتها النصوص الرومانية القديمة باسم الحمى الرومانية.

وقد لاحظت بعثة إسبانية في القرن السابع عشر، أن الهنود الحمر في أمريكا كانوا يستخدمون دواء مستخرج من لحاء شجر الكينا لعلاج الملاريا، وهو أول علاج معروف. وفي أواخر القرن الثامن عشر اكتشف الطبيب العسكري الفرنسي تشارلز لويس ألفونس لافيران عام 1880 أن مرض الملاريا مرض طفيلي في قسنطينة بالجزائر، وتم منحه جائزة نوبل على اكتشافه في العام 1907. وتوصل أطباء إيطاليون سنة 1898 بشكل قاطع أن الملاريا البشرية سببها البعوض، ويواصل علماء العالم تطوير أدوية الملاريا منذ عام 1934 حتى اليوم.

الآثار الكارثية التي سببتها الملاريا للإنسانية

يقول الدكتور براي النائب الرئيس السابق لـ RSTMH : بأن التاريخ الإنساني كان وسيظل يتأثر بالكوارث التي تنشأ نتيجة عن الأوبئة. ففي نهاية القرن العشرين، كانت الملاريا مستوطنة في أكثر من 100 بلد في أمريكا الوسطى والجنوبية والشرق الأوسط وشبه القارة الهندية وجنوب شرق آسيا وأوقيانوسيا.

ويقول الباحثون في مجال الطب والصحة أن مرض الملاريا أصاب حوالي 200 مليون إنسان مسبباً وفاة أكثر من 600 ألف مريض منهم كل سنة في نهاية القرن العشرين.

وفي المقابل ، ووفقاً لتقرير منظمة الصحة العالمية لعام 2014 ، فقد انخفض عدد ضحايا مرض الملاريا بنسبة 47 % خلال الفترة ما بين عامي 2000 -2013 في العالم أجمع. وجاء في تقرير المنظمة أن 90 بالمائة من الإصابات هي في أفريقيا، وأكثر الوفيات نتيجة الإصابة بالملاريا هي بين الأطفال، وخاصة في البلدان التي يتفشى فيها وباء «ايبولا». وأشارت المنظمة إلى انخفاض الإصابات عام 2013 مقارنة بالسنة السابقة من 207 ملايين الى 198 مليون إصابة.

وتعتبر إفريقيا الأكثر تضرراً حيث مات طفل كل 30 ثانية في إفريقيا دون سن الخامسة بسبب الملاريا عام 2010. وكشف تقرير منظمة الصحة العالمية في عام 2016، أن سريان مرض الملاريا كان مستمرا في 91 بلداً ومنطقة عام 2015.

المراجع :

1- حقائق عن الملاريا، إذاعة صوت ألمانيا، أبريل 2010. رابط المرجع:

http://www.dw.com/ar/%D8%AD%D9%82%D8%A7%D8%A6%D9%82-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%A7/a-5485854

2- منظمة الصحة العالمية، صحيفة وقائع رقم 294، كانون الأول/ ديسمبر 2016. رابط المرجع:

http://www.who.int/mediacentre/factsheets/fs094/ar/

3 -تاريخ الملاريا، المرض القديم، مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، المراكز تابعة لوزارة الصحة والخدمات البشرية الأمريكية، أتلانتا، جورجيا، الولايات المتحدة الأمريكية، ديسمبر 2017 رابط المرجع:

https://www.cdc.gov/malaria/about/history/index.html

4 – سوكس في، تاريخ اكتشاف طفيليات الملاريا ونواقلها، المكتبة الوطنية الأمريكية للطب، المعهد الوطني للصحة، فبراير 2010. رابط المرجع:

https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/20205846

5 –جون لاندرز، مراجعة كتاب: الدكتور ر. براي، جيوش الأوبئة، تأثيرات الأوبئة في التاريخ، طبعة كامبردج 1996، المكتبة الوطنية الأمريكية للطب، المعهد الوطني للصحة، حزيران 1998. رابط المرجع:

https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC1043989/?page=1

6 –روبيرت سيدر، الصحة العامة: حروب الملاريا، مجلة Nature المجلة العالمية للعلوم، أكتوبر 2014. رابط المرجع:

https://www.nature.com/articles/514166a

author avatar
Digital Media